هلا كندا – كشف رئيس الوزراء مارك كارني عن أول موازنة فدرالية له، واصفًا إياها بأنها «ميزانية استثمارية» تهدف إلى دفع النمو الاقتصادي عبر مشروعات كبرى تركز على الإنتاجية والاستثمار بدلاً من الإنفاق المباشر على المواطنين.
وأوضحت الحكومة في نص الموازنة أن كندا تمر بمرحلة تحولٍ جيلٍ كامل يتطلب “الجرأة والبناء النشط للأمة”، مؤكدة أن التركيز سيكون على تحديث البنية التحتية وخلق فرص اقتصادية طويلة الأمد.
ومع أن الموازنة ركزت على ما وصفته بـ”الاستثمار الوطني الجريء”، إلا أنها تضمنت حزمة من الإجراءات التي تمس الحياة اليومية للكنديين، منها مراجعة رسوم أجهزة الصراف الآلي والتحويلات البنكية الإلكترونية بهدف تخفيف تكاليف الخدمات المالية على الأفراد، مع وعد بتقديم تقرير مفصل العام المقبل حول النتائج.
كما تضمنت الموازنة رفع الحد الأدنى للأموال المتاحة فور إيداع الشيكات من 100 إلى 150 دولارًا، إلى جانب تسريع إمكانية الوصول إلى الأموال المودعة إلكترونيًا أو عبر الفروع البنكية مباشرة.
وفي ملف الإعانات، خصصت الحكومة 115.7 مليون دولار على مدى أربع سنوات لتسهيل الوصول إلى إعانة الإعاقة الفدرالية، بما في ذلك تحمل تكاليف الحصول على شهادة ائتمان الضريبة الخاصة بالإعاقة، لتسريع عملية حصول المستفيدين على الدعم.
كما حافظت الحكومة على جميع البرامج الاجتماعية التي أطلقتها حكومة جاستن ترودو، مثل برنامج الرعاية النهارية مقابل 10 دولارات يوميًا، وبرنامجي الرعاية الدوائية ورعاية الأسنان، بالإضافة إلى إعانة الطفل الكندية.
وأكدت الموازنة أيضًا استمرار برنامج الغذاء المدرسي الوطني وجعله دائمًا بتمويل يصل إلى مليار دولار على مدى خمس سنوات لدعم التغذية الصحية للأطفال في المدارس.
وفي بند مثير للاهتمام، أعلنت الحكومة نيتها التعاون مع هيئة الإذاعة الكندية CBC/Radio-Canada لاستكشاف إمكانية مشاركة كندا في مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن”، وهي خطوة رمزية تهدف إلى تعزيز حضور كندا الثقافي على الساحة الدولية.
ولتعزيز قطاعي الثقافة والإبداع، خصصت الحكومة 48 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات لصندوق الموسيقى الكندي لدعم الفنانين المحليين، إلى جانب 127.5 مليون دولار لصندوق الإعلام الكندي لدعم صُنّاع المحتوى السمعي البصري.
أما في مجال الشباب، فقد أعلنت الحكومة عن زيادة تمويل برنامج الوظائف الصيفية الكندية، لتوفير ما يقارب 100 ألف وظيفة صيفية للطلاب والشباب العام المقبل، مقارنة بـ76 ألف وظيفة فقط في الصيف الماضي، في محاولة لمعالجة ارتفاع البطالة بين فئة الشباب التي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 15 عامًا (باستثناء فترة الجائحة).
كما تضمنت الموازنة تعديلات على مزايا القنب الطبي للمحاربين القدامى وأفراد الشرطة الملكية الكندية، حيث ستخفض الحكومة سعر التعويض من 8.50 إلى 6 دولارات للغرام الواحد ليصبح أقرب إلى السعر السائد في السوق، ما يحقق وفورات تقدّر بـ4.4 مليار دولار خلال أربع سنوات.
وأكد تيم سيستنِك، خبير التمويل الشخصي، أن الموازنة “تركز على تحفيز الاستثمار والإنتاجية أكثر من معالجة مشكلات المواطن العادي”، موضحًا أن القضايا الأساسية مثل القدرة الشرائية والإسكان لم تحظَ بما يكفي من الاهتمام المباشر.
وأشار كارني في نص الموازنة إلى أن هدف الحكومة هو “التحول من مرحلة الحذر إلى مرحلة البناء الجريء”، معتبرًا أن هذه الخطوات تمهد لاقتصاد أكثر قوة واستدامة في العقد المقبل.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني


