هلا كندا – تورونتو
تشهد كندا تراجعاً حاداً في أعداد الطلاب الدوليين الذين التحقوا بالمؤسسات التعليمية خلال عام 2025، في انخفاض غير مسبوق يُقدَّر بنحو 60٪ مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لبيانات الهجرة الكندية.
ويأتي هذا الانخفاض بعد سلسلة من الإجراءات الحكومية الجديدة التي حدّت من عدد تصاريح الدراسة الممنوحة للطلبة الأجانب، وفرضت شروطاً أكثر صرامة للحصول على القبول الدراسي وتصاريح الإقامة المؤقتة.
الأسباب وراء التراجع
يرجع التراجع الكبير في أعداد الطلاب الدوليين إلى عدة عوامل، أبرزها:
- تحديد سقف سنوي لتصاريح الدراسة، ضمن خطة حكومية تهدف إلى تقليص عدد الطلبة الدوليين بشكل تدريجي منذ عام 2024.
- اشتراط الحصول على خطاب إثبات قبول من المقاطعات (Attestation Letter) قبل تقديم طلبات الدراسة، وهو ما زاد من تعقيد الإجراءات.
- رفع متطلبات الإثبات المالي، حيث أصبح على الطالب أن يُظهر قدرة مالية أكبر لتغطية تكاليف المعيشة والدراسة.
- تغييرات في برنامج العمل بعد التخرج (PGWP) والقيود على تصاريح المرافقين، ما جعل كندا أقل جذباً مقارنةً بوجهات مثل أستراليا والمملكة المتحدة.
تأثيرات اقتصادية وتعليمية
الانخفاض الحاد في عدد الطلبة الدوليين قد يؤثر على قطاع التعليم العالي الذي يعتمد بشكل كبير على الرسوم الدراسية من الطلاب الأجانب كمصدر رئيسي للدخل.
كما قد ينعكس ذلك سلباً على الاقتصاد الكندي، نظراً للدور المهم الذي يلعبه الطلبة الدوليون في دعم سوق الإيجارات والاستهلاك المحلي وسوق العمل الجزئي.
ورغم هذه التحديات، ترى الحكومة أن هذه الإجراءات ضرورية للحد من الضغوط على سوق الإسكان والخدمات العامة التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب خلال السنوات الأخيرة.
ورغم أن الحكومة تسعى من خلال هذه السياسات إلى تحقيق توازن بين القدرة الاستيعابية وجودة الخدمات، إلا أن مراقبين يحذرون من أن هذا التراجع قد يؤثر على مكانة كندا كوجهة تعليمية عالمية، ويقلل من مساهمة الطلاب الدوليين في الاقتصاد الوطني. كما يرى خبراء أن نجاح كندا في الحفاظ على جاذبيتها يعتمد على إيجاد توازن حقيقي بين الإصلاحات الإدارية واستمرار انفتاحها على المواهب الدولية، لضمان بقاء التعليم الكندي خياراً مفضلاً للشباب حول العالم.
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.


