هلا كندا – أعلنت المحكمة العليا في كندا أنها ستنظر في قضية رجل حُكم عليه بقضاء عقوبة الإقامة الجبرية في المنزل بسبب حيازته سلاحاً نارياً بشكل غير قانوني، في قضية أثارت نقاشاً قانونياً حول حدود تطبيق العقوبات البديلة للسجن في قضايا الأسلحة.
وتعود تفاصيل القضية إلى شهر يونيو عام 2020، عندما كان تيريل بيرك-ويتاكر (Terrell Burke-Whittaker) في أحد المطاعم بمدينة تورونتو، وأطلق شخص داخل سيارة متوقفة النار في ساحة خلف المبنى. عندها، أخرج بيرك-ويتاكر سلاحاً من حقيبته وأطلق رصاصة باتجاه السيارة قبل أن يفرّ من المكان.
وبعد تحقيقات الشرطة، سلّم نفسه للسلطات، واعترف لاحقاً بذنبه في تهمة حيازة سلاح ناري بطريقة غير قانونية.
القاضي في محكمة أونتاريو قرر منحه حكماً مشروطاً بالسجن لعامين ناقص يوم واحد يقضيها في الإقامة الجبرية بالمنزل، تليها ثلاث سنوات من المراقبة بشروط صارمة، مشيراً إلى ندمه الصادق وجهوده لإصلاح نفسه وتغيير مسار حياته.
غير أن النيابة العامة استأنفت الحكم مطالبة بعقوبة سجن فعلية، إلا أن محكمة الاستئناف في أونتاريو رفضت الطعن بأغلبية القضاة، معتبرة أن إرسال بيرك-ويتاكر إلى السجن بعد أن أمضى جزءاً كبيراً من العقوبة المنزلية سيقوض عملية إعادة تأهيله.
ومن المتوقع أن تراجع المحكمة العليا الكندية الحكم لتحديد ما إذا كان قرار العقوبة المنزلية يتماشى مع المبادئ القانونية الخاصة بقضايا الأسلحة النارية، والتي عادةً ما تتطلب عقوبات أكثر صرامة بسبب خطورتها على السلامة العامة.
تعيد هذه القضية فتح النقاش في كندا حول التوازن بين الردع وإعادة التأهيل في قضايا الجرائم المرتبطة بالأسلحة.
فبينما يرى مؤيدو الحكم أن منح فرصة ثانية للمذنبين الذين أظهروا الندم يمكن أن يسهم في الحد من العودة إلى الجريمة، يرى آخرون أن التساهل في مثل هذه القضايا قد يبعث برسالة خاطئة حول خطورة حيازة الأسلحة النارية غير القانونية.
ومن المنتظر أن يشكّل قرار المحكمة العليا سابقة قانونية مهمة، إذ قد يرسم حدوداً أوضح بشأن متى يمكن استبدال عقوبات السجن بالإقامة الجبرية في الجرائم المرتبطة بالأسلحة، خاصة في ظل تزايد المخاوف من العنف المسلح في المدن الكندية الكبرى مثل تورونتو ومونتريال وفانكوفر.
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.


