هلا كندا – تتكرر على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو ومعلومات تثير القلق بشأن مستوى الخصوصية في عصر الذكاء الاصطناعي، إذ يروّج بعض صناع المحتوى لادعاءات مفادها أن أدوات مثل “شات جي بي تي” تراقب المستخدمين أو تشغّل الكاميرا دون علمهم.
وفي توضيح تقني لهذه المزاعم، أكد خبير الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني المهندس رامي المليجي في حديث لموقع سكاي نيوز عربية أنه من غير الممكن تقنيًا لأي نموذج ذكاء اصطناعي الوصول إلى الكاميرا أو الميكروفون دون إذن المستخدم.
وأوضح المليجي أن أنظمة التشغيل تُصدر عند تثبيت أي تطبيق طلبًا صريحًا لمنح الأذونات، مثل الوصول إلى الكاميرا أو الميكروفون، مشيرًا إلى أن أخطر ما يمكن أن يفعله المستخدم هو ترك هذه الأذونات مفتوحة بعد الاستخدام.
وأضاف أن شركة “أوبن إيه آي” تنصّ في دليل الاستخدام على ضرورة إلغاء الأذونات بعد الانتهاء من استخدام “شات جي بي تي” بالصوت أو بالكاميرا.
وأكد الخبير أن التطبيق لا يجمع بيانات المستخدمين أو يفتح الكاميرا والميكروفون تلقائيًا، بل يحتفظ فقط ببعض المعلومات البسيطة التي يمكن للمستخدم تعطيل حفظها من الإعدادات، مثل الاسم أو الاهتمامات العامة.
وحول سبب انطباع البعض بأن أدوات الذكاء الاصطناعي “تراقبهم”، أوضح المليجي أن هذه الأدوات تم تدريبها على نماذج لغوية ضخمة مستندة إلى كميات هائلة من البيانات العامة، وهو ما يمنحها قدرة عالية على فهم أنماط التفكير والسلوك الإنساني، وبالتالي التنبؤ بتفضيلات المستخدمين بناءً على تفاعلهم معها، ما يخلق إحساسًا وهميًا بالرقابة الشخصية.
وفي ما يتعلق بحماية الخصوصية، أشار المليجي إلى أن القوانين ما زالت متأخرة عن التطور التقني، لكن الشركات تطبّق بالفعل آليات مثل حماية سرية البيانات من المخترقين و”حق النسيان” الذي يتيح حذف المحادثات وعدم الاحتفاظ بها إلى الأبد.
ونصح المستخدمين بـالتحكم في كمية البيانات التي يشاركونها، ومسح السجلات بشكل دوري، وتجنّب ربط التطبيقات ببعضها أو تقديم معلومات حساسة لأي منصة، مؤكدًا أن الوعي الأمني هو خط الدفاع الأول في عصر الذكاء الاصطناعي.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني