هلا كندا – في حادثة صدمت الرأي العام الفرنسي وأثارت تساؤلات حول أمن المتاحف الوطنية، استهدف لصوص متحف اللوفر الشهير في باريس صباح اليوم الأحد، في عملية سطو جريئة استغرقت سبع دقائق فقط داخل واحدة من أبرز قاعاته، قاعة أبولون.
تفاصيل العملية
بحسب صحيفة “لوباريزيان”، تمكن اللصوص خلال دقائق من دخول القاعة وسرقة تسع قطع نادرة من مجموعة مجوهرات نابليون الثالث والإمبراطورة أوجيني، التي تعد من أثمن الكنوز التاريخية التي يحتفظ بها المتحف.
وتضمنت المسروقات أطقم مجوهرات وتيجان وقلائد وأقراطاً فاخرة، من بينها تاج الإمبراطورة أوجيني ودبوس ملكي مزخرف بالأحجار الكريمة.
العثور على تاج الإمبراطورة
أفادت وكالة “فرانس برس” في وقت لاحق أن السلطات عثرت على تاج الإمبراطورة أوجيني متضرراً بالقرب من المتحف، بينما لا تزال بقية القطع المسروقة في عداد المفقودات.
وتعود هذه المجموعة النادرة إلى حقبة نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجيني، وتعد ذات قيمة تاريخية لا تُقدّر بثمن لما تمثله من رموز الإمبراطورية الفرنسية.
قطع نادرة نجت من السرقة
رغم العملية السريعة، لم يتمكن اللصوص من الوصول إلى بعض أشهر المجوهرات في العالم، من بينها ألماسة “الريجنت” التي يزيد وزنها عن 140 قيراطاً وتعتبر من أنقى وأجمل الألماس في العالم، إضافة إلى ألماسة “سانسي” (55.23 قيراطاً) وألماسة “هورتنسيا” الوردية الشهيرة.
طريقة تنفيذ السرقة
وقعت السرقة نحو الساعة التاسعة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي، بعد وقت قصير من افتتاح المتحف. ووصل اللصوص ملثمين على متن دراجات نارية من نوع TMax، واستخدموا رافعة للوصول إلى القاعة المستهدفة قبل تحطيم واجهات العرض الزجاجية والفرار من المكان.
وباشرت النيابة العامة في باريس تحقيقاً عاجلاً في القضية بتهمة “السرقة المنظمة”، وتولت فرقة مكافحة العصابات التحقيق بالتعاون مع المكتب المركزي لمكافحة تهريب الممتلكات الثقافية.
أسئلة حول أمن المتاحف الفرنسية
يعد متحف اللوفر أكثر المتاحف استقطاباً للزوار في العالم، إذ استقبل نحو تسعة ملايين زائر عام 2024، نحو 80 في المئة منهم من الأجانب.
وأعادت هذه الحادثة تسليط الضوء على مخاوف تتعلق بفعالية أنظمة الحماية والمراقبة في المتاحف الفرنسية، خاصة بعد سلسلة من عمليات السرقة التي شهدتها مؤسسات ثقافية في البلاد خلال السنوات الأخيرة.
الخلاصة
تعتبر عملية السرقة في متحف اللوفر واحدة من أبرز السرقات الثقافية في أوروبا خلال العقد الأخير، إذ لم تستهدف المال فحسب، بل قطعاً تمثل جزءاً من تاريخ فرنسا الإمبراطوري. ومع استمرار التحقيقات، يبقى السؤال قائماً: كيف تمكن اللصوص من تنفيذ هذه العملية المعقدة في أحد أكثر المتاحف حراسة في العالم؟
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.