هلا كندا – كشفت وثائق حكومية جديدة أن الجهود التي بذلتها كندا لمساعدة مواطنيها والمقيمين الدائمين على مغادرة لبنان العام الماضي شهدت تراجعًا كبيرًا في الإقبال على الرحلات الجوية التي نظمتها الحكومة، رغم استعدادات مكلفة استمرت لأشهر.
وأظهرت الوثائق، التي حصلت عليها وكالة The Canadian Press عبر قانون حرية المعلومات، أن الحكومة أنفقت أكثر من 14 مليون دولار على عملية المساعدة، بينها نحو 4 ملايين دولار لتسيير تسع رحلات مستأجرة نقلت 844 شخصًا من بيروت إلى إسطنبول بين 3 و12 أكتوبر 2024، بينما بلغت تكلفة إبقاء الطائرات على أهبة الاستعداد على الأرض نحو 11 مليون دولار.
وجاءت هذه الخطوة وسط تصاعد المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في أواخر سبتمبر 2024، حيث حثت وزارة الخارجية الكندية مواطنيها في لبنان على المغادرة.
ووفق الوثائق، سجّل نحو 25 ألف كندي في خدمة “تسجيل الكنديين في الخارج”، لكن نحو 7,400 فقط ملأوا استمارات طلب المساعدة الطارئة، في حين غادر حوالي 1,200 شخص لبنان ضمن ترتيبات الحكومة، بينهم من استخدموا الرحلات المستأجرة وآخرون سافروا عبر رحلات تجارية حجزت لهم الحكومة مقاعد فيها.
وأشارت المذكرات إلى أن كثيرين ترددوا في مغادرة البلاد لأسباب عائلية أو خشية فقدان ممتلكاتهم، فيما فضل آخرون الرحلات التجارية لمرونتها.
كما تراجعت نسب الحجز على الرحلات المستأجرة بعد الأيام الأولى من بدء الإجلاء.
وبيّنت الوثائق أن العملية اعتمدت على نظام دفع إلكتروني جديد عبر منصة Shopify لتسديد رسوم الرحلات، واعتُبر ذلك “تطورًا تقنيًا مهمًا” في إدارة الأزمات القنصلية.
واستردت الحكومة نحو 319 ألف دولار كندي من التكاليف عبر فرض رسوم قدرها 330 دولارًا أمريكيًا لكل مقعد.
وأكدت وزارة الخارجية الكندية أن هذه العملية، رغم تكلفتها العالية، عززت استعداداتها المستقبلية لإجلاء المواطنين من مناطق النزاع، مشيرة إلى أنها كانت عملية إجلاء مدنية واسعة النطاق، لكنها لم تصل إلى مستوى الإخلاء العسكري الكامل كما حدث عام 2006 عندما أُجلِي نحو 15 ألف كندي من لبنان بتكلفة بلغت 94 مليون دولار.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني