هلا كندا- يستعد رئيس الوزراء مارك كارني لعقد اجتماعه الثاني في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء، في وقت يسعى فيه لموازنة تطلعات الكنديين مع الواقع الصعب لمفاوضات تخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على بلاده.
وأكد ترامب، خلال تصريحات الاثنين، تمسكه بسياساته التجارية قائلاً إنّه يواصل “إعادة هيكلة التجارة العالمية” وجذب الشركات من كندا إلى الولايات المتحدة. وأضاف: “أظن أنه (كارني) سيأتي ليسأل عن الرسوم الجمركية، لأن العديد من الشركات الكندية تنتقل إلى الولايات المتحدة، وهم يخسرون الكثير هناك.”
ومنذ لقائهما الأول في مايو الماضي، حافظ كارني وترامب على تواصل مستمر، بينما تسعى أوتاوا لإيجاد مخرج من حرب الرسوم. وقد تخلّى كارني عن ضريبة الخدمات الرقمية وعدد من الرسوم الانتقامية، كما عزّز الأمن الحدودي وسرّع الإنفاق الدفاعي لتحقيق أهداف الناتو.
ورغم هذه التنازلات، رفع ترامب في أغسطس الرسوم المفروضة على كندا إلى 35 في المئة، مستثنيًا فقط السلع المطابقة لاتفاقية الولايات المتحدة-كندا-المكسيك (CUSMA).
كما تواجه كندا رسومًا إضافية على الصلب والألمنيوم والسيارات والنحاس، فيما ستُفرض رسوم على الأخشاب لاحقًا هذا الشهر، إلى جانب تعرفة بنسبة 25 في المئة على الشاحنات المتوسطة والثقيلة اعتبارًا من الأول من نوفمبر.
ورأى برايان كلاو، نائب رئيس ديوان رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو، أن فرص التوصل إلى تخفيف كبير للرسوم “منخفضة جدًا”، موضحًا أن “ترامب راضٍ عن الرسوم الحالية ويعتقد أنه يحقق مكاسب منها.”
وأشار كلاو، الذي عمل على ملف العلاقات الكندية الأميركية بين عامي 2017 و2024، إلى أن “مجرد إعادة تنشيط المحادثات سيكون بحد ذاته خطوة إيجابية”، مؤكداً أن على كارني المضي في الحوار “حتى لو لم يخرج بنتائج ملموسة.”
وقالت مكتب رئيس الوزراء الكندي إن زيارة كارني إلى واشنطن ستركّز على “الأولويات المشتركة في إطار علاقة اقتصادية وأمنية جديدة بين كندا والولايات المتحدة.”
ويرى خبراء أن كارني يتبع استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى الحفاظ على اتفاقية CUSMA التي ستخضع للمراجعة العام المقبل، بعد أن بدأت الدولتان بالفعل مشاورات حولها في سبتمبر.
وأكد كارني أن بنود الاتفاقية تمنح كندا “وضعًا أفضل من معظم الدول”، لكن ترامب وصفها في لقائهما السابق بأنها “اتفاقية انتقالية” وشكك في “جدواها المستقبلية.”
وقال كريستوفر ساندرز، مدير مركز الدراسات الكندية بجامعة جونز هوبكنز، إنه ينتظر “إشارة من واشنطن تدل على استعدادها لمبادلة ما قدمته أوتاوا من تنازلات.”
وفي السياق ذاته، أوضح ريتشارد ستيرن من مؤسسة هيريتج أن لقاء كارني وترامب “إشارة إيجابية” قد يسفر عن “اتفاق غير رسمي”، لكنه استبعد التوصل إلى “إطار واضح.”
وأكد ستيرن أن ترامب لا يستهدف كندا تحديدًا، بل ينفذ سياسة تجارية تعبّر عن توجه أميركي شعبي ضد التجارة الحرة منذ عقود، مضيفًا أن “الرسوم القطاعية الحالية تمثل جزءًا من سردية أوسع يعد فيها ترامب الأميركيين بإعادة الوظائف إلى بلادهم.”
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني