هلا كندا – أعلن الإليزيه، اليوم الاثنين، استقالة رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو بعد أقل من 24 ساعة على إعلان تشكيل حكومته، لتدخل فرنسا في أزمة سياسية جديدة تُعد من الأعمق منذ تولي الرئيس إيمانويل ماكرون الحكم.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون، الذي يواجه تراجعًا غير مسبوق في شعبيته، قبل استقالة لوكورنو، الذي لم يمضِ على توليه المنصب سوى أقل من شهر، بعد فشله في تشكيل توافق سياسي يسمح له بالاستمرار في مهامه.
وكان لوكورنو قد خلف فرانسوا بايرو في سبتمبر الماضي ليصبح رابع رئيس وزراء خلال عام واحد، في ظل حالة من الاضطراب السياسي تشهدها فرنسا منذ الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعا إليها ماكرون العام الماضي، وأسفرت عن برلمان منقسم بشدة دون أغلبية لأي حزب.
وقال لوكورنو في خطاب استقالته إن “الظروف لم تعد مهيأة للاستمرار في المنصب”، مضيفًا: “كان يمكن أن ينجح الأمر بقليل من التجرّد والمزيد من التواضع. يجب أن نضع مصلحة الوطن قبل الأحزاب”.
وسارعت المعارضة إلى استغلال الاستقالة، إذ دعت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان الرئيس ماكرون إلى حلّ البرلمان أو تقديم استقالته، مؤكدة أن “البلاد وصلت إلى طريق مسدود، ولا خيار إلا العودة إلى صناديق الاقتراع”.
وفي المقابل، طالبت أحزاب اليسار برحيل ماكرون وتشكيل تحالف جديد يضم اليساريين والاشتراكيين والخضر والشيوعيين.
وأدت الاستقالة إلى اضطراب الأسواق، حيث هبط مؤشر “كاك-40” بنسبة تقارب 2%، فيما وُضع الوزراء الجدد الذين عُينوا قبل ساعات في موقف غريب، إذ أصبحوا وزراء لتصريف الأعمال قبل أن يتسلموا رسميًا مناصبهم.
وأثارت اختيارات لوكورنو الوزارية انتقادات واسعة، خاصة بعد تعيين وزير المالية السابق برونو لو مير وزيرًا للدفاع، رغم تحميله مسؤولية ارتفاع العجز المالي إلى مستوى قياسي بلغ 3.346 تريليون يورو، أي ما يعادل 114% من الناتج المحلي.
وكانت مهمة لوكورنو الرئيسية تمرير موازنة جديدة في ظل أزمة ديون خانقة، إلا أنه فشل في تأمين الدعم البرلماني الكافي، رغم محاولاته التشاور مع القوى السياسية والنقابات وتعهده بعدم اللجوء إلى المادة الدستورية التي تسمح بتمرير الموازنة دون تصويت.
وتأتي هذه الاستقالة في وقت حساس لماكرون، الذي لم يتبقَ على ولايته سوى أقل من عامين، بينما يزداد الضغط عليه لإيجاد مخرج من المأزق السياسي الذي بات يهدد استقرار البلاد.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني