هلا كندا – قالت أسرة كندية في مدينة وينيبيغ إنها غرقت في الديون بعد أن خسرت نحو 200 ألف دولار في عمليتي احتيال منفصلتين، بدأت الأولى باستثمار وهمي والثانية بمزاعم استرجاع الأموال عبر محامٍ مزيف.
وبدأت القصة، وفق ما روته غالينا بايليز، عندما قررت هي وزوجها قبل عام خوض تجربة الاستثمار عبر شركة عثروا عليها على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت تزعم أنها تستثمر في شركات كبرى مثل “نتفليكس” و”تسلا”، وتعرض عليهم نمو أرباحهم في حساب إلكتروني بدا حقيقياً لكنه كان صفحة وهمية تماماً.
وبعد أشهر، بدأ ما يسمى بالمستشار المالي في تهديد الزوجين، مدعياً أن الشركة اقترضت أموالاً باسميهما للاستثمار، وطالبهما بسدادها فوراً تحت طائلة الملاحقة القضائية.
وقالت غالينا: “كنا نرى أموالنا على الشاشة ولم يدرك أحد أنها مجرد صفحة فارغة”، مؤكدة أن العائلة خسرت نحو 50 ألف دولار في تلك المرحلة.
وأضافت أنها لجأت بعد ذلك إلى شخص ادّعى أنه محامٍ بريطاني، عثرت عليه عبر “فيسبوك”، ووعدها باسترجاع الأموال مع تعويض يصل إلى نصف مليون دولار. ووقّعت العائلة اتفاقاً بسيطاً، قبل أن يطلب منها فتح حساب جديد وتحويل أموال إليه لتغطية “رسوم قانونية وتكاليف إجرائية”.
وقالت غالينا: “كنت أتحدث معه يومياً على مدى ثلاثة أشهر، وكل مرة كان يطلب المزيد من المال”، مشيرة إلى أنه عندما أبلغته بعدم قدرتهم على الدفع، “اقترح عليّ أن أبيع كليتي لتسديد المبلغ”.
ومع استنزاف مدخراتهم، بدأت العائلة بالاقتراض من البنوك واستخدام بطاقات الائتمان وسحب أموال التقاعد، حتى تجاوزت ديونهم 150 ألف دولار. وقالت غالينا بأسى: “لقد دمّر ذلك عائلتنا بالكامل، دمّر حياتنا وكل شيء نملكه”.
وفي تعليق على الحادثة، قال جيف هونكاسل من المركز الكندي لمكافحة الاحتيال إن مثل هذه القصص تتكرر كثيراً، موضحاً أن المجرمين يستغلون الضحايا عبر الضغط النفسي والإقناع العاطفي.
وحذّر تايلر ريتشي من هيئة الأوراق المالية في مانيتوبا من أن استرجاع الأموال المسروقة صعب جداً بعد تحويلها إلى عملات رقمية ونقلها عبر محافظ متعددة في دول مختلفة.
ودعت هيئة الخدمات المالية في مانيتوبا الكنديين إلى الانتباه لمؤشرات الاحتيال، ومنها:
الإعلانات على وسائل التواصل التي تزعم وجود استثمارات مدعومة من مشاهير أو سياسيين.
الوعود بأرباح عالية دون مخاطر.
الضغط لاتخاذ قرارات سريعة بذريعة فرص “نادرة ومحدودة”.
الدعوة للتواصل عبر تطبيقات خاصة مثل “واتساب” و”تليغرام” و”ديسكورد”.
أو عدم طلب الجهة الاستثمارية وجود شخص موثوق كممثل احتياطي للحساب.
وأوصت السلطات بالتحقق من أي شركة أو وسيط استثماري عبر الموقع الرسمي AreTheyRegistered.ca للتأكد من قانونيتها في كندا.
وقد أطلقت الأسرة حملة تبرعات عبر منصة GoFundMe لمساعدة ابنها على التعافي المالي، مؤكدة أنها لا تتوقع استرجاع الأموال، لكنها تأمل أن تكون قصتها تحذيراً للآخرين.
وقالت غالينا في ختام حديثها: “الأشخاص خلف الشاشات مجهولون، لا تعرف من هم ولا أين يوجدون، لكنهم قادرون على تدمير حياتك بالكامل”.c
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني