هلا كندا – يشهد المشهد الموسيقي الحي في كندا تراجعًا ملحوظًا مع استمرار إغلاق عدد من المسارح الصغيرة التي شكّلت لعقود منصات رئيسية لظهور جيل جديد من الفنانين.
وأحدث هذه الخسائر مسرح Velvet Underground في تورونتو، الذي يستوعب 350 شخصًا، حيث أعلن عن إغلاقه الدائم نهاية أكتوبر الجاري.
وينضم المسرح إلى قائمة طويلة من الإغلاقات شملت Dakota Tavern في تورونتو، و648 Kingsway في فانكوفر، وBlue Dog Bar في مونتريال، وDream Café في سانت جونز.
وقال المدير الفني والتنفيذي لمؤسسة Wavelength Music جوناثان بونس، إن هذه الإغلاقات تعكس أزمة أعمق في بيئة العروض الموسيقية الصغيرة بكندا، موضحًا أن “أهم العوامل المؤثرة هي الاقتصادية، إذ لا تتجاوز هوامش الربح في مثل هذه المسارح 0.5% وفق دراسة بريطانية”.
وأشار إلى أن هذه المسارح غالبًا ما يديرها رواد أعمال شغوفون بالموسيقى، إلا أنهم يواجهون صعوبات كبيرة للبقاء.
حتى مسرح Velvet Underground المملوك لشركة Live Nation العالمية منذ 2019 لم ينجُ من الإغلاق، حيث أعلن أن “مدة الإيجار انتهت وسيُعاد المبنى إلى مالكه”.
ويؤكد بونس أن ارتفاع تكاليف التشغيل – من التأمين والعمالة إلى أجور الفنانين – يزيد من الضغط، إذ يطلب الفنانون مبالغ أكبر لتعويض تراجع عائداتهم من الجولات الفنية.
وحذر من أن خسارة هذه المسارح الصغيرة لها انعكاسات واسعة على الصناعة الموسيقية كلها، قائلًا: “العروض الموسيقية الحية إحدى أبرز صادرات كندا الثقافية، ومن دون هذه المساحات الحيوية لا يمكن للفنانين الجدد صقل مهاراتهم أو بناء مسيرتهم”.
ويشير المعلق الموسيقي إريك ألبر إلى أن التغير في عادات الاستماع يزيد التحديات، موضحًا أن “الجيل الجديد من الفنانين يركز أكثر على بناء جمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الصعود التدريجي من المسارح الصغيرة إلى الملاعب الكبيرة”، مضيفًا أن المنافسة اليوم تشمل البث المباشر والحفلات الرقمية، في وقت ترتفع فيه تكاليف التراخيص والتأمين والتشغيل بفعل التضخم.
ويرى بونس أن الحل يتطلب وعيًا جماهيريًا ودعمًا حكوميًا، داعيًا الجمهور إلى توزيع إنفاقه الفني بين العروض الكبرى والصغيرة، ومؤكدًا أن “المسارح الموسيقية يجب أن يُنظر إليها كجزء من البنية المجتمعية على غرار الحدائق والمراكز الثقافية”.
ووفق دراسة لرابطة الموسيقى الحية الكندية عام 2023، تساهم العروض الموسيقية بما يقارب 10 مليارات دولار سنويًا في الاقتصاد، فيما تحتضن البلاد أكثر من 3,750 مسرحًا ومهرجانًا ومؤسسة موسيقية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني