هلا كندا – تعهّد رئيس الوزراء مارك كارني، الثلاثاء، بأن تواكب حكومته الذكرى بالمسؤولية، وذلك في كلمة ألقاها أمام الحشود التي اجتمعت في تلة البرلمان بمناسبة إحياء اليوم الوطني الخامس للحقيقة والمصالحة، المعروف أيضاً بـ”يوم القميص البرتقالي”.
وقال كارني في فعالية “إحياء ذكرى الأطفال”: “نستحضر الإرث المدمّر لنظام المدارس الداخلية، وكمجتمع وحكومة نواكب الذكرى بالمسؤولية.”
بين عامي 1857 و1996، أُجبر نحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين على الالتحاق بمدارس داخلية تديرها الكنائس بتمويل حكومي، حيث حُرموا من لغاتهم وتعرض كثير منهم لانتهاكات، فيما تُقدّر الوفيات بينهم بنحو 6 آلاف طفل على الأقل.
لكن خطاب كارني لم يخلُ من احتجاجات، إذ رفع بعض المشاركين لافتات تندد بمشروع القانون الفيدرالي C-5، معتبرين أنه يتعارض مع حقوق السكان الأصليين ويعكس “نفاقاً” في خطاب المصالحة.
من جانبها، قالت الحاكمة العامة ماري سايمون، وهي أول شخصية من السكان الأصليين تتولى هذا المنصب، إن طريق المصالحة أيقظ لديها “الشجاعة وأحياناً الغضب”، مؤكدة أن العمل لم يكتمل بعد وأن “المسؤولية مشتركة مدى الحياة”.
وتنوّعت فعاليات أوتاوا بين الصلوات والعروض الموسيقية وكلمات الناجين من المدارس الداخلية ومدارس النهار. وقالت شارلوت نولين، إحدى الناجيات من “اختطاف الستينيات”: “المصالحة شأن كل كندي، وعلينا أن نتذكر هؤلاء الأطفال لنتقدم معاً كأمة.”
أما ريبا إفيك-كارلتون، وهي كبيرة من الإنويت وناجية من مدرسة نهارية، فأشارت إلى أن آثار الاستعمار والاقتلاع من الأرض ما تزال تؤثر في الهوية والصحة والرفاه، لكنها شددت على أن شعبها ما زال متمسكاً بلغته وثقافته وقيمه.
وفي بيانات منفصلة، اعتبر زعيم المحافظين بيير بواليفر أن المدارس الداخلية كانت “نتاج نهج بيروقراطي مفرط”، متعهداً بإنهاء مثل هذا التدخل الحكومي، فيما دعت النائبة عن الحزب الديمقراطي الجديد لوري إدلاوت الحكومة إلى بذل مزيد من الجهد لجعل المصالحة واقعاً ملموساً.
وشهدت مدن كندية أخرى فعاليات مماثلة؛ ففي تورونتو اجتمع المئات في ساحة ناثان فيليبس لإحياء ذكرى الضحايا والتعريف بثقافة السكان الأصليين، بينما احتضن حرم جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر مسيرة جماهيرية بين أجيال مختلفة، أكدت على دور الشباب في مواصلة مسار الحقيقة والمصالحة.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني