هلا كندا – أظهرت بيانات جديدة صادرة عن هيئة الإحصاء الكندية أن معدل الخصوبة في كندا واصل تراجعه العام الماضي ليصل إلى 1.25 طفل لكل امرأة، وهو أدنى مستوى على الإطلاق بعد انخفاض بنسبة 1.6 في المئة مقارنة بعام 2023، ولأول مرة ينزل المعدل تحت عتبة 1.3.
وأكد التقرير أن كندا باتت ضمن قائمة الدول ذات الخصوبة شديدة الانخفاض (Ultra-low fertility)، إلى جانب سويسرا ولوكسمبورغ وفنلندا وإيطاليا واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية.
عقود من التراجع
وقد بدأ معدل الخصوبة في كندا بالانخفاض منذ ذروة بلغت نحو أربعة أطفال لكل امرأة في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وتراجع بشكل حاد خلال فترة “الركود الديموغرافي” بين عامي 1960 و1975 مع توسع الوصول إلى وسائل منع الحمل والإجهاض، فيما شهدت فترات تاريخية أخرى مثل الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية وجائحة كوفيد-19 تغيرات مؤقتة في اتجاه معدلات المواليد.
وفي عام 1972 هبط معدل الخصوبة تحت عتبة 2.1 طفل لكل امرأة، وهو المعدل المعروف بـ “معدل الإحلال” اللازم للحفاظ على استقرار عدد السكان بالاعتماد على المواليد فقط.
أسباب اقتصادية واجتماعية
وترى خبيرة الديموغرافيا الاجتماعية كيت تشوي من جامعة ويسترن أن الظروف الاقتصادية المتنافسة دفعت الرجال والنساء إلى تأجيل الإنجاب حتى تحقيق استقرار مادي أكبر، مثل شراء منزل أو الحصول على ظروف سكنية مناسبة، مضيفة أن هناك عوامل اقتصادية تعيق الرغبة بالإنجاب وتؤدي إلى تأجيل أو التخلي عن تكوين أسر.
وبحسب الإحصاءات، ارتفع متوسط عمر الأمهات عند الولادة في كندا إلى 31.8 عاماً عام 2024 مقارنة بـ 26.7 عاماً في 1976.
اتجاه عالمي مقلق
وأشارت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إلى أن معدل الخصوبة في دولها الأعضاء انخفض إلى 1.5 طفل لكل امرأة عام 2020 مقارنة بـ 3.3 طفل في 1960، محذرة من أن هذا التراجع قد “يغيّر وجه المجتمعات والأسر” ويؤثر سلباً على النمو الاقتصادي والازدهار.
وكشفت دراسة للأمم المتحدة أن الأسباب الأكثر شيوعاً وراء تراجع معدلات الإنجاب تتمثل في الضغوط المالية، وصعوبات العمل والسكن ورعاية الأطفال، إضافة إلى التحديات الصحية.
الحاجة إلى حلول
وشدد تقرير المنظمة على أن مواجهة هذا التراجع تتطلب سياسات داعمة للأسر مثل الإجازات الوالدية ورعاية الأطفال بأسعار ميسّرة وتوفير السكن المناسب، بما يتيح للآباء والأمهات الجمع بين العمل وتربية الأطفال.
وقال ستيفانو سكاربيتا، مدير قسم السياسات في المنظمة، إن تسهيل قرارات الإنجاب يحتاج إلى دعم شامل وموثوق للأسر، مؤكداً أن الحلول تشمل توفير السكن الميسور، وسياسات أسرية متماسكة، وضمان فرص عمل ذات جودة تدعم مسار المرأة المهني إلى جانب مسؤولياتها العائلية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني