هلا كندا – يواجه جيل الألفية في كندا معضلة كبرى بين شراء منزل أو الاستمرار في الاستئجار، خاصة مع خفض بنك كندا سعر الفائدة الرئيسي للمرة الثالثة، وتوقعات بتراجع أسعار المساكن في بعض المدن الكبرى قبل نهاية العام، رغم استمرار أزمة تكاليف المعيشة.
وقدمت المخططة المالية المعتمدة ثوي لام، التي تعمل كمدربة مالية في تورونتو، جملة من النصائح حول القرار الأنسب. وأكدت أن المسألة تتعلق بتحديد ما إذا كان الشخص يفضل الاستقرار أو المرونة.
وقالت لام إن شراء منزل يمنح العائلات الشابة شعوراً بالاستقرار، إذ لا يخاطرون بقرار مالك العقار بيع المنزل بعد سنوات قليلة، خاصة إذا كان الحي مناسباً لتعليم الأطفال.
وفي المقابل، يتيح الاستئجار مرونة أكبر، مع عقود سنوية أو شهرية تناسب الأفراد الذين يتنقلون بين المدن أو حتى الدول، خصوصاً العاملين في قطاعات كالتكنولوجيا.
وعلى الصعيد المالي، أوضحت لام أن شراء منزل يتطلب تكاليف أولية مرتفعة تشمل الدفعة الأولى والضرائب والرسوم القانونية وتكاليف التفتيش العقاري والسمسرة، فضلاً عن مصاريف دورية مثل الضرائب والتأمين والصيانة ورسوم الشقق السكنية.
وأضافت أن كثيراً من المالكين ينسون تكاليف التجديدات، التي قد تصل إلى مئات آلاف الدولارات.
وحذرت من أن بعض المشترين يصبحون “فقراء المنازل”، إذ يذهب معظم دخلهم لتغطية تكاليف الملكية، ما يقلل قدرتهم على الادخار للتقاعد أو الاستثمارات الأخرى.
وفي المقابل، يتمتع المستأجرون بمصاريف شهرية متوقعة ودون تكاليف أولية ضخمة، لكن نجاح خيار الإيجار مالياً يعتمد على الانضباط في الادخار والاستثمار.
ورغم ذلك، يظل امتلاك العقار استثماراً مربحاً على المدى الطويل في معظم الحالات.
وأكد خبراء أن أسعار المنازل عادة ما ترتفع بمرور الوقت، بشرط الاحتفاظ بها لسنوات كافية لتحقيق مكاسب عند إعادة البيع.
وشددت لام على أن القرار يجب أن يستند إلى تحليل التدفق النقدي، يأخذ بعين الاعتبار التكاليف المباشرة والمستقبلية، مع تقييم القدرة على مواجهة ظروف طارئة مثل فقدان الوظيفة أو المرض الطويل.
وفي النهاية، أكدت أن لا إجابة واحدة صحيحة: “النجاح المالي ممكن في كلا الخيارين، سواء بالشراء أو الإيجار، شريطة معرفة الأرقام بدقة وبناء مرونة مالية تحمي من المخاطر”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني