هلا كندا – تشهد مدينة تورونتو تصاعدًا مقلقًا في أعمال العنف المرتكبة من قبل الشباب، وهو ما دفع مسؤولي الأمن والخبراء للتحذير من خطورة الظاهرة وأسبابها العميقة.
وخلال مؤتمر صحفي حول اعتقال مراهق متورط في حادث إطلاق نار عشوائي أسفر عن مقتل الطفل جاهفاي روي (8 سنوات) الشهر الماضي، قال قائد شرطة تورونتو مايرون ديمكيو: “لقد دقينا ناقوس الخطر خلال العامين الماضيين بشأن ارتفاع العنف بين الشباب”.
وأشار إلى “زيادة كبيرة” في عدد الشباب الذين يُقبض عليهم بحوزتهم أسلحة نارية غير قانونية، لافتًا إلى أن أكثر من عشرة شباب وُجهت لهم تهم بالقتل في تورونتو وحدها عام 2025.
جرائم مروّعة يرتكبها أطفال
أقل من أسبوع بعد تصريحاته، وُجهت تهم بالقتل لطفل يبلغ من العمر 12 عامًا بعد تورطه في مقتل رجل مشرّد تعرّض لهجوم وحشي أثناء نومه على مقعد في ساحة ناثان فيليبس وسط المدينة.
الحادثة، التي شارك فيها أيضًا شاب يبلغ 20 عامًا، كانت جزءًا من سلسلة اعتداءات “غير مبررة” استهدفت فئات ضعيفة في المجتمع.
تزايد الاعتقالات منذ 2020
قال المفتش بول كراوزيك، قائد وحدة مكافحة العصابات والأسلحة النارية في شرطة تورونتو، إن عدد اعتقالات الشباب بتهم تتعلق بالأسلحة شهد قفزة كبيرة منذ عام 2020:
59 حالة في 2022
78 حالة في 2023
128 حالة في 2024
102 حالة حتى الآن في 2025
وأوضح كراوزيك أن بعض العصابات تستغل القُصّر لارتكاب الجرائم لأن القانون يعاملهم بقدر أكبر من التساهل، حيث تكون الأحكام أخف مقارنة بالبالغين، كما أن فرص حصولهم على الإفراج بكفالة أكبر.
دور وسائل التواصل الاجتماعي
وأشار كراوزيك إلى أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أدوات جذب للشباب نحو العصابات: “يرون الأموال والامتيازات على الشاشات، لكنهم لا يرون الجانب المظلم”.
وأكد أن دور الشرطة لا يقتصر على الاعتقالات، بل يشمل برامج تدخل مبكر، مثل الأنشطة الرياضية والروبوتات، إضافة إلى مبادرات مجتمعية مثل برنامج FOCUS الذي يضم أكثر من 190 مؤسسة مدنية لحماية الفئات الضعيفة.
وقال الناشط الشبابي ستيفن منساه إن غياب فرص العمل يعد من أبرز أسباب انخراط الشباب في العنف: “أفضل علاج للجريمة هو وظيفة جيدة، لكن ارتفاع البطالة بين الشباب في تورونتو وأونتاريو وكندا بشكل عام يفاقم المشكلة”.
وأضاف أن كثيرًا من الشباب ينضمون إلى العصابات فقط لتأمين احتياجات أسرهم من الغذاء والدعم.
منساه ذكّر بأن تورونتو عاشت عام 2005 ما عُرف بـ”صيف السلاح” حيث بلغت جرائم العصابات حد الأزمة، لكنه أشار إلى أن الوضع اليوم أكثر خطورة: “نرى أعمال عنف أشد وحشية، والأعمار تصبح أصغر فأصغر. لدينا الآن أطفال بعمر 11 و12 عامًا متورطون في جرائم مروّعة”.
وأكد أن الظاهرة أصبحت حديث العائلات في تورونتو، وأن الحل يتطلب تكاتف الجميع: الحكومة، المدارس، المجتمعات والأسر.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني