هلا كندا – داهمت شرطة هاميلتون في الخامس من سبتمبر محلاً تابعاً لسلسلة “شرووميز” بشارع “ماين”، وصادرت ما تفوق قيمته 12 ألف دولار من فطر “بسيلوسايبن” المخدر المعروف باسم “المشروم السحري”، وأوقفت موظفاً بالمحل من دون أي مقاومة.
وجاءت هذه العملية ضمن سلسلة مداهمات متواصلة استهدفت محلات مشابهة في أونتاريو، حيث سبق أن أغلقت الشرطة متاجر في تورونتو وسادبري وباري وويندسور، غير أن هذه المتاجر تعاود فتح أبوابها بسرعة بعد كل عملية إغلاق.
وشهدت تورونتو في 19 أغسطس مداهمة لمحل “فن غايز” في سوق “كنسينغتون”، وأكدت الشرطة حينها أن المتجر كان يعمل بطريقة غير قانونية، فيما استمر في استقبال الزبائن بعد ساعات من المداهمة.
كما تعرضت متاجر أخرى تابعة لـ”شرووميز” في تورونتو لحوادث استهداف، شملت حريقاً متعمداً وحوادث اقتحام بسيارات.
وأكد أستاذ علم الاجتماع والسياسات الدوائية بجامعة غويلف أندرو هاثاواي أن السلطات تغض الطرف عن هذه المحلات في معظم الأوقات، ولا تتدخل إلا عندما تصبح أنشطتها علنية بشكل لافت أو عندما ترد شكاوى من السكان.
وأوضح أن المشهد الحالي يعيد إلى الأذهان وضع محلات القنب قبل تقنينه، حيث كانت المداهمات متكررة والمحلات تواصل عملها رغم الحظر.
وقال مفوض شرطة أونتاريو السابق كريس لويس إن “المشروم السحري” يسير في طريق شبيه بمسار القنب نحو التقنين، مؤكداً أن الموارد الشرطية تُوجَّه بالأساس لمواجهة أزمة الفنتانيل التي وصفها بأنها “أخطر أزمة مخدرات في تاريخ كندا”.
ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه مؤسسات أكاديمية كندية، مثل جامعة أوتاوا ومعهد “ميشنر” في تورونتو، إدراج برامج دراسية متخصصة في أبحاث المخدرات المهلوسة، فيما منحت وزارة الصحة الكندية أكثر من 300 استثناء لاستخدام “بسيلوسايبن” في علاجات نفسية منذ عام 2020.
غير أن السلطات الصحية الكندية حذرت من أن هذا الفطر قد يسبب هلوسات وخوفاً وقلقاً وغثياناً واضطرابات في ضربات القلب وضغط الدم، مشيرة إلى أن تأثيراته طويلة الأمد ما تزال غير معروفة.
وهكذا، يتواصل الجدل بين من يرى في “المشروم السحري” اتجاهاً علاجياً وثقافياً صاعداً، وبين من يؤكد أنه لا يزال مادة محظورة تضع الشرطة بين خيار ملاحقة هذه المحلات أو تركيز جهودها على المخدرات الأشد فتكاً التي تحصد أرواح الكنديين يومياً.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني