هلا كندا- قد يبدو المشهد أقرب إلى الخيال العلمي، لكن الكندي برينت تشابمان استعاد بصره بعد أكثر من 20 عاماً من العمى شبه الكامل، بفضل جراحة استثنائية تُعرف باسم «زرع السن في العين» (Osteo-Odonto-Keratoprosthesis).
وتعود معاناة تشابمان، وفق ما نقلته شبكة CNN، إلى عمر الثالثة عشرة، حين أصيب برد فعل دوائي نادر بعد تناوله «الإيبوبروفين»، أدى إلى إصابته بمتلازمة ستيفنز-جونسون التي تسببت في حروق شديدة وفقدان شبه كامل للبصر.
وعلى الرغم من خضوعه لنحو 50 عملية زرع قرنية، فإن محاولات الأطباء باءت بالفشل.
غير أن الأمل عاد هذا العام عبر الجراحة النادرة التي منحت المريض رؤية بحدة تصل إلى 20/30، وكان أول ما شاهده أفق مدينته من الطابق الـ16 حيث مكتب طبيبه.
وقال واصفاً التجربة: «إنها لحظة سريالية، كأنني خرجت من كبسولة زمنية. أن ترى وجوه الناس مجدداً بعد عقدين… لا يُصدق».
كيف تُجرى جراحة «زرع السن في العين»؟
يبدأ الأطباء باقتلاع ناب المريض مع جزء من العظم المحيط به.
يُعاد تشكيل السن لتصبح كتلة صغيرة تتوسطها عدسة بلاستيكية دقيقة.
يُزرع هذا المجمع (السن + العدسة) مؤقتاً في الخد أو الجفن حتى يغطيه النسيج الحي.
بعد أشهر، يُنقل إلى العين ليحل محل القرنية التالفة.
يمر الضوء عبر العدسة الجديدة إلى الشبكية، لتعود الرؤية شريطة سلامة الشبكية والعصب البصري.
وتُعد هذه العملية بالغة الندرة ولا يجريها سوى عدد محدود من الجراحين حول العالم، لكنها قد تمثل الأمل الأخير لمرضى فقدوا بصرهم بسبب أمراض مستعصية مثل متلازمة ستيفنز-جونسون.
واليوم، لا يطمح تشابمان فقط إلى العودة لعمله كمعالج بالتدليك، بل يحلم بالسفر إلى اليابان، فيما يعتبر أن أغلى هدية حصل عليها هي قدرته على رؤية ابتسامة ابن أخيه وابنة أخيه من جديد. وقال: «لقد أصبح بإمكاني أن أحلم من جديد».
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني