هلا كندا – أعلنت شرطة مقاطعة أونتاريو أنها تمكنت من تحديد هوية رفات بشرية عُثر عليها لأول مرة قبل 45 عاماً في حديقة “ألغونكوين”، بعد تحقيقات طويلة استمرت عقوداً وظلت محاطة بالغموض.
وقالت الشرطة إن أحد المتنزهين عثر في 19 أبريل 1980 على رفات بشرية قرب مسار Hardwood Lookout Trail، ما أطلق عملية بحث موسعة أسفرت عن العثور على متعلقات شخصية، بينها حذاء ومحفظة جلدية وملابس وأدوات تخييم.
وأشارت التحقيقات حينها إلى أن الجثة تعود لشاب أبيض يتراوح عمره بين 18 و21 عاماً، وأن الوفاة وقعت قبل نحو عامين من اكتشاف الرفات، من دون وجود شبهة جنائية.
ورغم محاولات متعددة، بينها إعداد تمثال طيني لوجه الضحية عام 2017 استناداً إلى بقايا الجمجمة، ظلت هويته مجهولة.
الاختراق في القضية جاء عام 2022، حين لجأت الشرطة إلى مشروع DNA Doe لاستخدام تقنيات علم الأنساب الجيني.
وبعد مطابقة عينات مع أقارب محتملين، تمكنت السلطات في فبراير 2025 من التعرف على الضحية: إيريك (ريكي) سينغر، البالغ من العمر 22 عاماً من مدينة كليفلاند بولاية أوهايو الأميركية.
وقالت شقيقته “ميري” إن آخر مرة شوهد فيها ريكي كانت في 3 أكتوبر 1973، حين غادر منزل العائلة على دراجته الهوائية حاملاً حقيبة ظهر.
وأوضحت أنه كان يستكشف خيارات للعيش في كندا بعد انسحابه من الجامعة وتلقيه بطاقة التجنيد إبان حرب فيتنام، لكنه لم يُستدعَ للخدمة العسكرية، ومنذ ذلك الحين، انقطعت أخباره.
وأكد المحقق المسؤول فيليب هولمز أن القضية تُعد من “أكثر التحقيقات إرضاءً في مسيرته المهنية”، مشيراً إلى أنه شعور “سريالي” أن يكون جزءاً من إغلاق ملف استمر نصف قرن.
هذا الصيف، زارت شقيقتا ريكي المكان الذي أمضى فيه أيامه الأخيرة، فيما توفي والداه قبل أن يعرفا مصيره.
ولم تكشف الشرطة عن سبب الوفاة، الذي ظل غير محدد أو غير معلن.
وقالت “ميري سينغر”: “لقد منحنا هذا الكشف قدراً من السلام بعد سنوات من الغموض، كما أتاح لرجال التحقيق الذين عملوا بإخلاص لعقود أن يغلقوا واحدة من أطول القضايا في تاريخهم.”