هلا كندا – يشعر كثير من الكنديين اليوم أن التخلص من الديون بات يحتاج إلى معجزة، بعدما كشف تقرير حديث عن ارتفاع حاد في حالات التأخر عن السداد، ما يعكس الصعوبة المتزايدة لدى الأسر في الوفاء بالتزاماتها المالية.
وتتوزع الديون بين قروض طلابية ورهون عقارية وبطاقات ائتمان، بينما تؤكد الخبيرة مونيشا شارما، كبيرة مسؤولي الإيرادات في شركة Fig Financial، أن أزمة غلاء المعيشة تشعل هذه الأزمة، مشددة على أن السبب لا يقتصر على إنفاق الأفراد على الكماليات، بل لأن الكنديين يدفعون أكثر مقابل الحاجيات ذاتها.
وقالت: “الجميع بات أكثر مديونية، وهذه نتيجة طبيعية للظروف الحالية”.
وأكدت ليندا بول، النائبة الأولى للرئيس في شركة MNP LTD والمتخصصة في قضايا الإفلاس، أن ارتفاع تكاليف المعيشة يدفع الناس إلى الاعتماد على الائتمان لسد العجز.
وأضافت: “كثيرون لم يعد لديهم هامش مناورة في ميزانياتهم”.
وشددت بول وشارما على ضرورة كسر الوصمة المرتبطة بالديون لتشجيع الأفراد على طلب المساعدة، معتبرتين أن الحديث عنها علناً وتوفير الأدوات العملية أمر أساسي للخروج منها.
أبرز مصادر الديون في كندا
اتفق الخبيران على أن الرهون العقارية وبطاقات الائتمان تمثلان المصدر الأكبر للديون.
وتشير البيانات إلى أن أكثر من 80% من ديون الأسر الكندية مرتبطة بالرهون العقارية، ومع تجديد العقود يواجه كثيرون ارتفاعاً كبيراً في أقساطهم الشهرية. كما أوضحت بول أن فقدان الوظائف أو المرض أو الانفصال الأسري يزيد من تراكم الديون.
استراتيجيات لتسديد الرهون العقارية
نصحت شارما بألا تتجاوز الأقساط ثلث صافي الدخل الشهري، ما يتيح للأسر بناء صندوق طوارئ والاستثمار للمستقبل.
أما بول فشددت على الاستفادة من خيار السداد بمبالغ مقطوعة سنوياً أو تقليص فترة السداد عبر الدفعات الأسبوعية أو نصف الشهرية.
وأوصت أيضاً بالتفاوض مع الوسطاء عند تجديد الرهن للحصول على معدل فائدة أفضل.
كيفية تقليص ديون بطاقات الائتمان
أوضحت شارما أن الأجيال الشابة تعاني من ديون بطاقات ائتمان مرتفعة بفوائد قد تصل إلى 30%، داعية إلى تجنب الاكتفاء بالحد الأدنى من السداد.
وأوصت بول بزيادة قيمة الدفعات لتقليص أصل الدين، بينما اقترحت شارما البدء بسداد الديون الصغيرة أولاً لخلق دافع نفسي.
كما نصحت بول باللجوء إلى خط ائتمان منخفض الفائدة إذا تعذر سداد الدين كاملاً.
وأشارت شارما إلى إمكانية توحيد الديون عبر قرض شخصي بفائدة أقل، يتيح سدادها بأقساط ثابتة ومنتظمة، معتبرة أن هذه الطريقة أكثر انضباطاً لمن يفتقرون إلى الالتزام الذاتي.
لكن بول حذرت من أن بعض البنوك باتت أكثر تحفظاً بعد جائحة كورونا وترفض منح قروض شخصية، ما يضطر البعض إلى تقديم مقترح استهلاكي لإعادة جدولة الديون مع طلب شطب جزء منها، وهي آلية أقل ضرراً على التصنيف الائتماني من الإفلاس.
وشددت بول على ضرورة الالتزام بميزانية دقيقة ومراقبة المصروفات شهرياً لتجنب العودة إلى الديون.
وأوصت شارما بتقسيم الدخل إلى ثلاثة أجزاء: نفقات يومية، سداد ديون، وادخار أو صندوق طوارئ، مع البحث عن طرق لزيادة الدخل.
وقالت: “لا تنفق ما لا تملك، لأن ما تستهلكه اليوم قد يهدد استقرارك المالي في المستقبل”.