هلا كندا – شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا غير مسبوق في عدد عمليات تفتيش الهواتف والحواسيب والأجهزة الإلكترونية الأخرى التي يجريها عناصر هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية (CBP).
وأظهرت بيانات حديثة أن الفترة بين أبريل ويوليو 2025 سجلت 14,899 عملية تفتيش، من بينها 1,075 عملية “متقدمة”، وهو العدد الأكبر منذ عام 2018، ويكاد يكون ضعف ما جرى خلال الفترة نفسها من ذلك العام.
وتؤكد الهيئة أن هذه الإجراءات لا تشمل سوى نسبة ضئيلة من المسافرين، تعادل 0.01% فقط من أصل أكثر من 400 مليون مسافر عبروا المنافذ الحدودية العام الماضي، بينما شكّل غير الأميركيين نحو 78% من الخاضعين للتفتيش.
وتوضح الهيئة أن عمليات التفتيش تتم يدويًا من خلال الاطلاع على محتويات الجهاز بعد تعطيل الاتصال بالإنترنت والبيانات، بينما تسمح الحالات التي يشتبه فيها بوجود مخالفة قانونية أو تهديد أمني بإجراء تفتيش متقدم عبر معدات خارجية لنسخ أو تحليل البيانات.
وتلزم القوانين جميع المسافرين بتسليم أجهزتهم وكشف بياناتها عند الطلب، فيما يوضح CBP أن الامتناع عن تقديم كلمات المرور أو البصمة قد يؤدي إلى احتجاز الجهاز وربما التأثير على قرار السماح بالدخول.
وقالت الهيئة إنها وضعت “إرشادات صارمة تتجاوز المتطلبات القانونية” لضمان أن هذه الإجراءات تُنفذ “بحذر ومسؤولية”، مؤكدة أن قرارات السماح أو المنع تستند إلى “مجمل الظروف”.
ويأتي تصاعد هذه الإجراءات في ظل تشديد إدارة ترامب على سياسات الهجرة، ما دفع كندا في أبريل إلى تحديث إرشادات السفر الخاصة بالولايات المتحدة، محذّرة مواطنيها من احتمال خضوعهم لتفتيش أجهزتهم عند نقاط الدخول.
وأكدت الهيئة أن تفتيش الأجهزة يساعد في كشف أنشطة إجرامية متنوعة، تشمل الإرهاب واستغلال الأطفال والاتجار بالبشر والمخدرات والتهريب والهجرة غير النظامية.
ولكن الحوادث الأخيرة أثارت جدلاً واسعًا، إذ جرى منع عالم فرنسي من دخول هيوستن بعد العثور على رسائل في هاتفه تتعلق بآرائه السياسية بشأن إدارة ترامب، وهو ما اعتبرته باريس انتهاكًا لحرية الرأي.
وحذّرت محامية الهجرة الكندية سيندي سويتزر في مقابلة من الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها عناصر الحدود، مؤكدة أن “الضباط لديهم سلطة مطلقة في منح أو رفض الدخول، ويمكنهم رفض أي شخص لأي سبب”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني