هلا كندا – شهد سوق العقارات في تورونتو خلال يوليو نشاطاً لافتاً، إذ سجلت بيانات مجلس العقارات الإقليمي بيع 6,100 منزل بزيادة تقارب 11 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو أعلى معدل لشهر يوليو منذ عام 2021، فيما تراجع متوسط سعر البيع بنسبة 5.5 في المائة ليبلغ نحو مليون و51 ألفاً و719 دولاراً، وارتفع المعروض بأكثر من 26 في المائة في عموم المنطقة.
واستغل عدد من المشترين هذه الظروف لتحقيق ما وصفوه بفرص انتظروها طويلاً، ومن بينهم جون كامبل وخطيبته، اللذان وجدا نفسيهما مجبرين على التحرك بعد أن أبلغهما مالك شقتهما في منطقة يونغ وإيجلينغتون بنيته عرضها للبيع، ما دفعهما لاتخاذ قرار بعدم العودة إلى الإيجار، وبدء رحلة بحث انتهت بشراء منزل في نيو ماركت رغم انشغالهما بالتحضير لزفافهما في اليابان.
وكان الزوجان، في أوائل الثلاثينيات من العمر وبدخل سنوي يتجاوز 200 ألف دولار، قد بدءا البحث في فبراير الماضي عن منازل تاونهاوس في المدينة، إلا أن ارتفاع رسوم الصيانة وصغر المساحات جعلهما يبتعدان عن الخيار، فاتجها شمالاً حيث عثر كامبل على منزل تاونهاوس حرّ بسعر 850 ألف دولار، وقدم عرضاً في الليلة نفسها التي شاهده فيها، فتمت الصفقة فوراً، بينما باع أحد جيرانه منزلاً مشابهاً بعد أيام بسعر 880 ألف دولار.
وقال كامبل إن هذه الصفقة وفرت لهم المساحة التي يريدونها قبل الزواج وتأسيس أسرة، مؤكداً أن التوقيت كان عاملاً حاسماً، خصوصاً مع استقراره على فائدة أقل من خمسة في المائة في وقت تراجعت فيه الأسعار نسبياً، معتبراً أن ما وجده “صفقة مثالية” لم يكن يظن أنها موجودة.
وروى مشترون آخرون تجارب مماثلة، حيث أكد بيتر أملونكسن، الذي اشترى مع زوجته منزلاً بعد سنوات من تجنب المزادات العمياء، أن تراجع حدة المنافسة جعل عملية الشراء “سلسة وخالية من الضغط”، مشيراً إلى أن المنازل باتت تمكث في السوق أسبوعاً أو أكثر قبل تلقي عروض، بعدما كانت تُباع في ساعات خلال ذروة السوق عام 2021.
وقال خبراء العقارات إن تزايد المعروض وتراجع الأسعار نسبياً وفرا فرصة نادرة للمشترين، إلا أنهم حذروا من أن هذا الوضع قد لا يستمر طويلاً، إذ ما زال متوسط الدخل في تورونتو، البالغ 129 ألف دولار سنوياً، بعيداً عن مستوى الدخل المطلوب لشراء منزل متوسط السعر، والذي يقدره تقرير لموقع “ريتهب” في يونيو بنحو 206 آلاف و500 دولار.
وأكد كبير محللي مجلس العقارات الإقليمي جايسون ميرسر أن ارتفاع المبيعات في شهر واحد لا يكفي لتأكيد تحول السوق، موضحاً أن استمرار هذا الاتجاه خلال الأشهر المقبلة سيكون المؤشر الحقيقي، فيما رأت رئيسة إحدى شركات الوساطة العقارية كايلي هيبس أن ما يجري الآن “نافذة زمنية” يلتقي فيها البائعون الجادون بالمشترين المستعدين.
وختم كامبل مؤكداً أن تجربته كانت “مثالية بكل المقاييس”، وأنه يشعر مع خطيبته بأنهما وجدا المكان المناسب في الوقت المناسب، قائلاً: “كنا محظوظين”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني