أوتاوا – وصف رئيس الوزراء، مارك كارني، الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنسبة 35% على الصادرات الكندية بأنها «مخيبة للآمال»، مؤكداً أن كندا ستواصل تطوير تجارتها داخلياً وخارجياً لمواجهة هذه التحديات.
وقال كارني في بيان نشره الجمعة عبر منصة “إكس”: «بينما نواصل التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن علاقتنا التجارية، تركز الحكومة الكندية بشكل كامل على ما يمكننا التحكم فيه: بناء كندا قوية».
وأضاف: «الكنديون سيكونون أفضل زبائن لمنتجاتهم، عبر خلق وظائف جيدة في الداخل، وتنويع شراكاتنا التجارية حول العالم. يمكننا أن نعطي أنفسنا أكثر مما قد تسلبه منا أي حكومة أجنبية».
وتأتي تصريحات كارني بعد دخول الرسوم الجمركية الجديدة حيّز التنفيذ اليوم الجمعة، والتي وقعها ترامب مساء الخميس عبر أمر تنفيذي شمل 68 دولة والاتحاد الأوروبي، مع استثناء المنتجات الخاضعة لاتفاقية التجارة الحرة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA).
وكان تحليل سابق من بنك RBC قد قدّر أن 94% من واردات كندا إلى الولايات المتحدة في عام 2024 مؤهلة لمعاملة «صفرية الرسوم» بموجب CUSMA، وهو ما أكده كارني بالقول: «تطبيق الولايات المتحدة لـCUSMA يعني أن متوسط الرسوم الجمركية على السلع الكندية سيبقى من بين الأدنى مقارنة بباقي شركائها التجاريين».
وبحسب البيت الأبيض، لم يتواصل ترامب مع كارني يوم الخميس، رغم محادثات سابقة بين الطرفين حول الاتفاق التجاري قبل مهلة الأول من أغسطس.
وذكر ترامب في تصريحات سابقة أن أسباب فرض الرسوم تشمل عجز الميزان التجاري، ونظام إدارة العرض في قطاع الألبان الكندي، وعزم كندا على الاعتراف بدولة فلسطينية، إضافة إلى ما وصفه بتدفق الفنتانيل عبر الحدود الكندية.
وفي بيان صدر الخميس، قالت الإدارة الأميركية إن «فشل كندا في اعتقال المتاجرين، وضبط المخدرات، والتعاون مع الأجهزة الأمنية الأميركية، إلى جانب ردها الانتقامي على إجراءات الرئيس، يجعل من الضروري اتخاذ مزيد من الإجراءات الرئاسية لحماية حياة الأميركيين وأمنهم القومي».
وردت رئيسة غرفة التجارة الكندية، كانديس لينغ، الجمعة، واصفة المبررات الأميركية بـ«عديمة الأساس»، وقالت: «بيان البيت الأبيض لا يستند إلى حقائق بشأن الفنتانيل، بل هو ورقة خالية من المصداقية»، مضيفة أن «اضطرابات الرسوم الجمركية غير المبنية على الوقائع لا تخدم الأمن الاقتصادي لأميركا الشمالية».
وتُظهر بيانات الوكالات الأميركية أن نسبة ضئيلة جداً من واردات الفنتانيل الأميركية تأتي من الحدود الشمالية، ووصفت مؤسسة فكرية أميركية هذه النسبة بأنها «غير مؤثرة في مجمل القضية».
وشدد كارني على أن كندا تستثمر بشكل غير مسبوق في أمن الحدود، قائلاً: «نقوم باعتقالات لمتاجرين، ونتصدى لعصابات الجريمة المنظمة وتهريب البشر، وسنواصل العمل مع الولايات المتحدة لمكافحة آفة الفنتانيل وإنقاذ الأرواح في كلا البلدين».
من جهته، قال زعيم حزب المحافظين، بيير بوليفر، إن حزبه لا يزال «يأمل في التوصل إلى اتفاق يلغي كل الرسوم الأميركية على كندا»، داعياً الحكومة إلى عدم قبول أي شيء أقل من عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب التجارية.
وأضاف بوليفر: «علينا استعادة السيطرة على مستقبلنا الاقتصادي عبر إنهاء الاعتماد على الولايات المتحدة»، مطالباً الحكومة الليبرالية بإلغاء القوانين المناهضة للتنمية، وخفض الضرائب على العمل والطاقة والاستثمار وبناء المساكن، لجعل الاقتصاد الكندي أقوى وأكثر اعتماداً على الذات.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني