هلا كندا – أثار إعلان رئيس الوزراء مارك كارني نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة ردود فعل غاضبة من إسرائيل والولايات المتحدة.
وأعربت إسرائيل عن إدانتها الشديدة لهذا التوجه، واعتبرت أنه يأتي ضمن ما وصفته بـ”حملة ضغط دولية مشوّهة”، مؤكدة أن الاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت الراهن لن يؤدي إلا إلى تعزيز موقف حماس في مفاوضات مستقبلية، وذلك في “لحظة حرجة”، على حد تعبيرها.
وقالت السفارة الإسرائيلية في أوتاوا في بيان: “الاعتراف بدولة فلسطينية في غياب حكومة مسؤولة أو مؤسسات فاعلة أو قيادة حريصة، هو بمثابة مكافأة وتشريع للوحشية الهمجية لحماس في السابع من أكتوبر 2023”.
وأضافت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان: “تغيير موقف الحكومة الكندية في هذا التوقيت يُعتبر مكافأة لحماس ويضر بالجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، كما يُعرقل أي إطار محتمل لتحرير الرهائن”.
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن معارضته لأي اعتراف بدولة فلسطينية حاليًا، معتبرًا أن ذلك سيكون “مكافأة لحركة حماس”.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب يرى أن الاعتراف “لا يُجدي في ظل الأوضاع الراهنة، ولن يقدم شيئًا سوى دعم غير مباشر لحماس”. وأضاف أن ترامب “يركز حاليًا على توفير المساعدات الغذائية لسكان غزة”، وليس على أي خطوات سياسية بهذا الحجم.
وكان كارني قد صرّح الأربعاء أن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين، مشددًا على أن الهدف هو الحفاظ على فرص حل الدولتين ومنع انهيار هذا الخيار.
وأضاف أن الاعتراف مشروط بـ”إصلاحات جوهرية” من قبل السلطة الفلسطينية، تشمل إصلاح نظام الحوكمة، وتنظيم انتخابات عامة في عام 2026، يُمنع فيها مشاركة حركة حماس.
وأكد كارني أن الأوضاع الميدانية في غزة، بما في ذلك تفشي الجوع، تشير إلى أن “فرصة قيام دولة فلسطينية تتلاشى أمام أعيننا”، لافتًا أيضًا إلى المخاطر التي تمثلها سياسات الاستيطان المتسارعة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتصويت الكنيست الإسرائيلي لصالح ضم الضفة الغربية.
وكانت كندا قد أكدت مرارًا أنها لن تعترف بدولة فلسطين إلا بعد التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، إلا أن إعلان كارني يمثل تحولًا لافتًا في السياسة الكندية، في ظل تعثر المسار السياسي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.