هلا كندا – بدأ حكام المقاطعات الكندية اجتماعًا يمتد لثلاثة أيام في مدينة موسكوكا، وسط تصاعد التوتر التجاري مع الولايات المتحدة، حيث ركّزت النقاشات على تحفيز الاقتصاد الوطني، ودفع المشاريع الكبرى، وكسر الحواجز التجارية الداخلية.
وترأس الاجتماع حكام أونتاريو، دوغ فورد، الذي دعا إلى توحيد الصفوف، مؤكدًا: “قد نختلف في بعض الآراء، لكننا سنخرج من هنا موحدين كدولة قوية وصلبة”.
ودعا فورد إلى حملة وطنية جديدة لشراء المنتجات الكندية ردًا على تصاعد الرسوم الجمركية الأميركية، وقال: “لنبدأ بشراء كل ما هو مصنوع في كندا، هذا سيؤثر عليهم أكثر من أي شيء آخر. نحن زبونهم الأول، ولسنا مضطرين لأن نأخذ المقعد الخلفي في الاقتصاد”.
دفع بالمشاريع الوطنية وتحرير التجارة الداخلية
وشدّد الحكام على ضرورة إطلاق مشاريع بنية تحتية كبرى، خصوصًا في مجالات الطاقة والمعادن، مع تسريع وتبسيط الموافقات الحكومية، وكسر القيود التنظيمية التي تعرقل تقدمها.
وقال فورد: “علينا البدء في بناء خطوط أنابيب شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، والتخلص من اللوائح التي تستغرق 15 سنة لاستخراج المعادن الحيوية. يجب أن نُطلق قدرات الصناعة الكندية، وسنكون حينها من أقوى اقتصادات العالم”.
وجاء هذا التوجه بعد قمة رئيس الوزراء مارك كارني حول قانون المشاريع الكبرى، حيث أكدت الحكومة الفيدرالية أنها ستُطلق مكتبًا مخصصًا لتسريع الموافقات قبل عيد العمال.
واستهل رؤساء الحكومات الاجتماعات بلقاء مع قادة المنظمات الوطنية للشعوب الأصلية لبحث التنمية الاقتصادية، و”المصالحة الاقتصادية”، وسبل الشراكة العادلة في مشاريع الطاقة والبنية التحتية.
وأكدت رئيسة المجلس الوطني للميتيس، فيكتوريا برودن، أهمية الحوار المباشر، بينما شددت الزعيمة الوطنية لجمعية الأمم الأولى، سيندي وودهوس نيپيناك، على ضرورة إنهاء تهميش الشعوب الأصلية، قائلة: “حان الوقت لأن يكون لنا مقعد أكبر في هذا البلد، وعلى الحكومات أن تتوقف عن معاملتنا كفكرة لاحقة”.
ودعت وودهوس إلى إشراك الشعوب الأصلية منذ بداية أي مشروع واعتبارها شركاء أساسيين، وقالت: “أي حكومة أو شركة ذكية يجب أن تتحدث مع الشعوب الأصلية منذ اللحظة الأولى”.
كما أبدت رئيسة حكومة ألبرتا، دانييل سميث، تأييدها لعقد اجتماع رسمي بين رؤساء الحكومات ورئيس الوزراء وممثلي الشعوب الأصلية في كل مقاطعة، وهو اقتراح نال ترحيب رئيس حكومة بريتش كولومبيا، ديفيد إيبي، الذي قال: “خرجت من الاجتماع بقناعة أن الازدهار طويل الأمد لا يمكن أن يتحقق دون شراكات قوية مع المجتمعات الأصلية”.
موعد نهائي جديد للمفاوضات التجارية مع واشنطن
وتأتي هذه الاجتماعات تزامنًا مع الموعد الأولي الذي حددته كندا والولايات المتحدة لإنهاء مفاوضات تجارية جديدة، حيث تم تمديد المهلة إلى الأول من أغسطس، وهو التاريخ الذي أعلنت فيه واشنطن نيتها رفع الرسوم على السلع الكندية إلى 35%.
ومن المنتظر أن ينضم رئيس الوزراء مارك كارني إلى الاجتماعات يوم الثلاثاء لتقديم إحاطة مباشرة لرؤساء الحكومات حول مستجدات المحادثات، وسط قلق متزايد من تأثير أي إخفاق على الوظائف والصناعات المحلية.
وقال رئيس حكومة كيبيك، فرانسوا لوغو: “نريد وضوحًا حول مدة الاتفاق إن حصل، لأن اقتصاد كندا يتضرر من حالة عدم اليقين. الشركات بحاجة لمعرفة إن كنا نتحدث عن اتفاق لثلاث أو خمس سنوات”.
وفي ظل احتكار الحكومة الفيدرالية للمفاوضات مع واشنطن، كثّف رؤساء الحكومات جهودهم لتوقيع اتفاقيات بين المقاطعات وتوسيع العلاقات التجارية الدولية، وقال رئيس حكومة ساسكاتشوان، سكوت مو: “نحتاج إلى تجارة حرة ومنفتحة داخل كندا، ومع أميركا والمكسيك، وحتى على المستوى العالمي”.
قضايا وطنية أخرى على الطاولة
وتشمل أجندة الاجتماعات أيضًا ملفات الطاقة، والأمن العام، وإصلاح نظام الكفالة، وإدارة الطوارئ في ظل موسم حرائق الغابات، إلى جانب الهجرة والرعاية الصحية.
وقالحاكم نوفا سكوتيا السابق، ستيفن ماكنيل، في مقابلة تلفزيونية: “من المهم أن يركّز رؤساء الحكومات على ما يمكن تغييره داخل البلاد، وأن يبعثوا برسالة قوية بأنهم يمضون قدمًا في مشاريع بناء الأمة”.
ومن المقرر اختتام الاجتماعات يوم الأربعاء، بعقد مؤتمر صحفي ختامي، في وقت طُلب فيه من السكان المحليين في موسكوكا توقّع اختناقات مرورية وتشديدات أمنية في محيط القمة.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني