هلا كندا – في أونتاريو، وعلى الرغم من اختلاف الآراء بشأن حجم الإكرامية المناسبة، إلا أن مشهد الإكراميات تغيّر جذريًا منذ أن ألغت الحكومة في عام 2022 الحد الأدنى المنخفض لأجور عمال الضيافة، واستبدلته بحد أدنى موحد للأجور في جميع القطاعات، مما ألغى فعليًا السبب التقليدي وراء تقديم الإكراميات.
ومع استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة في أنحاء البلاد، أصبحت الإكراميات موضوعًا مثيرًا للجدل، خصوصًا مع ظهور خيارات دفع الإكراميات في أماكن غير متوقعة مثل المقاهي، وسلاسل الوجبات السريعة، وبعض المتاجر، وحتى المواقع الإلكترونية.
وذكر أحد الكنديين على سبيل المثال أنه طُلب منه تقديم إكرامية بنسبة 20% مقابل خدمة تغيير بطارية سيارة من شركة CAA، استغرقت 15 دقيقة فقط وتكلفت أكثر من 400 دولار.
ويعبّر عدد متزايد من المواطنين عن رغبتهم في إنهاء هذه الممارسة تمامًا، معتبرين أنه من غير العادل تحميل المستهلكين مسؤولية ضمان حصول العاملين في قطاع الضيافة على أجر عادل، بينما تؤكد شكاوى أخرى أن القطاع أصبح يتعامل مع الإكرامية كحق مكتسب، لا كمكافأة على الخدمة الممتازة.
وقد شهدت منصات مثل Reddit بنقاشات حادة حول الموضوع، حيث عبّر مئات المستخدمين عن صدمتهم من طلبات الإكرامية في أماكن غير تقليدية مثل محلات الزهور، أو عند شراء شريحة بيتزا جاهزة، أو حتى في مطاعم الوجبات السريعة مثل “دايري كوين” و”صبواي”.
وكتب أحدهم مستنكرًا: “أنت تتقاضى أجرك مقابل عملك. لم تفعل شيئًا استثنائيًا، فلماذا يتوجب علي أن أدفع لك فوق أجرك؟”
وأشار آخرون إلى أن العاملين في المطاعم باتوا يتقاضون نفس الحد الأدنى للأجور الذي يتقاضاه العاملون في متاجر مثل “وولمارت”، ولم يعد هناك مبرر للإكرامية، خاصة بنسب عالية تتجاوز 15% وقد تصل إلى 20%.
معاناة الطبقة المتوسطة
وأعرب الكثيرون عن استيائهم من مطالبتهم بإكراميات وهم يعانون أصلًا في تغطية نفقاتهم اليومية، ويعملون في وظائف لا تشمل نظام الإكراميات.
وقال أحدهم: “لا أستطيع تبرير دفع 20% إضافية لشخص يتقاضى أجرًا قريبًا من أجري، وربما يكون دخله أعلى بسبب الإكراميات، لمجرد أنه قام بعمله… وليس بشكل مميز حتى”.
وطالب كثيرون بإلغاء نظام الإكراميات نهائيًا، واستشهدوا بدول مثل أستراليا، حيث تُدرج الضرائب وأجور العمال ضمن السعر المعروض، ولا يُطلب من الزبون تقديم أي إكرامية. وقال أحد المعلقين: “لا يطلبون الإكراميات هناك… الأمر أفضل بكثير”.
واقترح البعض حصر الإكراميات في المطاعم ذات الخدمة على الطاولة فقط، حيث يقدم العامل خدمة فعلية تفوق مجرد تحضير قهوة أو فتح علبة مشروب غازي.
وأثار البعض نقطة أن بعض العاملين لا يصرحون بالإكراميات عند دفع الضرائب، مما يزيد من شعور الظلم لدى من يدفع ضرائبه على دخله المصرّح به بالكامل.
وفي الوقت الذي يزداد فيه الغضب من ثقافة الإكراميات، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا التململ الشعبي سيتحوّل إلى سلوك عملي عند الدفع، لكن المؤشرات واضحة، وهي أن ثقافة الإكراميات في كندا تمرّ بأزمة ثقة، والضغط الشعبي ربما يقود إلى إعادة النظر في أسسها خلال السنوات القادمة.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني