هلا كندا – رفع مركز لندن للعلوم الصحية (LHSC) في أونتاريو دعويين قضائيتين ضد مجموعة من موظفيه التنفيذيين ومقاولين سابقين، متهمًا إياهم بالتورط في عملية احتيال واختلاس ممنهجة امتدت لأكثر من عقد، وألحقت بالمستشفى خسائر تُقدّر بنحو 50 مليون دولار.
وأكد المستشفى، في بيان دعوى قُدم إلى المحكمة، أنه يسعى للحصول على تعويضات مالية قدرها 50 مليون دولار، إضافة إلى 1.5 مليون دولار كتعويضات عقابية، ضد المدير التنفيذي السابق للمرافق ديبيش باتيل، والموظفين السابقين نيل مودي وديريك لال، إضافة إلى مدير شركة BH Contractors المقاول بارش سوني، وشركتي BH Contractors وGBI Construction.
واتهم المستشفى الأطراف المعنية بـالاحتيال المدني والإثراء غير المشروع والإخلال بالواجبات الائتمانية، حيث قالت إدارة المركز إنهم تلاعبوا بعمليات المشتريات وقدّموا وثائق مزورة، وورطوا المستشفى في عقود مع شركات على صلة مباشرة بهم دون الإفصاح عن تضارب المصالح.
وأشار المستشفى إلى أن باتيل، الذي تولى إدارة المرافق بين عامي 2013 و2024، لعب دورًا محوريًا في المخطط، إذ سهّل منح عقود بملايين الدولارات لشركات مرتبطة بمقاول مقرب منه، وهو سوني، دون أي إفصاح رسمي. وتم طرد باتيل من منصبه في أغسطس 2024.
وأكدت الوثائق أن شركة BH Contractors، التي يُعتقد أن سوني يسيطر عليها، تلقت نحو 30 مليون دولار من المستشفى بين عامي 2015 و2024، من بينها 21 مليون دولار ضمن عقد مثير للجدل لاستبدال نوافذ في مستشفى الجامعة.
وزعم المستشفى أن تكلفة هذا المشروع فاقت التقديرات المستقلة بنحو 10 ملايين دولار.
كما اتهم المستشفى شركة GBI Construction، التابعة أيضًا لسوني، بإصدار فواتير تزيد عن 330 ألف دولار مقابل خدمات مرتبطة بنظام لا وجود له فعليًا، بينما تلقت الشركة أكثر من 11 مليون دولار خلال 11 عامًا.
وأوضح مركز لندن للعلوم الصحية أن المتهمين استخدموا أسماء مستعارة وقدموا شهادات تأمين وسلامة مزيفة، ولفت إلى أن شركة BH Contractors جدّدت اعتمادها كمورّد رسمي عام 2022 بوثائق موقّعة باسم وهمي هو “بول سميث”، الذي تقول الدعوى إنه اسم مستعار استخدمه سوني.
وكشف المستشفى أن تحقيقاته توصلت إلى أن باتيل يمتلك أو يتحكم في ما لا يقل عن 22 عقارًا، تم شراء 17 منها بعد فوز شركة BH بعقد مستشفى الجامعة، كما يرتبط سوني بما لا يقل عن 43 عقارًا بقيمة تقارب 14 مليون دولار، غالبيتها تم شراؤها بعد فوز شركته بعقود طويلة الأمد مع المركز.
وأنهى المستشفى علاقاته التعاقدية مع GBI Construction في سبتمبر 2024، ومع BH Contractors في يونيو 2025، بعد بدء التحقيق الداخلي أواخر عام 2024، عقب رصد مخالفات في ملفات المشتريات.
وفي دعوى قضائية ثانية، طالب المستشفى بتعويضات قدرها 10 ملايين دولار من الرئيسة التنفيذية السابقة جاكي شلايفر تايلور، والمدير المالي السابق أبيجيت موكيرجي، والمسؤول التنفيذي برادلي كامبل، وشركة الاستشارات Corpus Sanchez International، بتهم التستر على مؤشرات فساد وعدم اتخاذ أي إجراء حيال تقرير داخلي سري ورد عام 2022 يحذر من تلاعب في العقود.
وقال المستشفى إن القيادات التنفيذية امتنعت عن إبلاغ مجلس الإدارة أو المدققين الداخليين أو شركة التدقيق الخارجي Ernst & Young، وسمحت لموظفين متورطين بإجراء مراجعة داخلية لم تشر من قريب أو بعيد إلى أي مخالفات.
وأضاف أن شلايفر تايلور وموكيرجي وقّعا إفادات مهنية تؤكد عدم وجود مخالفات، ما يعد انتهاكًا صريحًا للمعايير القانونية والمهنية، وأكد أن الدعوى تسعى أيضًا لاسترداد التعويضات والرواتب التي تقاضاها المتهمون، بالإضافة إلى 100 ألف دولار كتعويضات عقابية.
ويؤكد مركز لندن للعلوم الصحية أن حجم الأضرار النهائي سيتم تحديده قبل بدء المحاكمة، لكن الخسائر الحالية تُقدّر بأكثر من 50 مليون دولار.
وحتى الآن، لم تُختبر هذه المزاعم أمام المحكمة، ولم يقدم أي من المدعى عليهم بيانات دفاعهم الرسمية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني