هلا كندا – دعا رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الثلاثاء، إلى الوحدة الوطنية والنمو المشترك، مؤكدًا أن كندا تواجه لحظة مفصلية جديدة في تاريخها، تتطلب تماسكًا داخليًا واستثمارًا في المستقبل، وذلك في أول خطاب له بمناسبة عيد كندا منذ توليه المنصب في مارس الماضي.
وفي كلمة مسجلة من أمام ريدو هول في العاصمة أوتاوا، استهل كارني خطابه بالإشادة بالمشروع الفيدرالي الذي بدأ قبل 158 عامًا، حين “راهن عدد من المقاطعات على فكرة كبيرة: أن قوتها ستكون أعظم وهي موحدة”.
وأضاف: “لقد كانوا محقين، واليوم باتت كندا دولة قوية، ثنائية اللغة، متعددة الثقافات، وطموحة”.
واستعرض كارني في خطابه، الذي استغرق نحو دقيقتين، محطات من تاريخ كندا، قبل وبعد الكونفدرالية، مؤكدًا أن تاريخ البلاد لا يبدأ من 1867، بل يعود إلى آلاف السنين، حين كان السكان الأصليون – من الأمم الأولى والإنويت والميتيس – يعيشون على هذه الأرض.
وأضاف: “الفصل القادم من قصة كندا سيُكتب بالشراكة الحقيقية مع الشعوب الأصلية”، في إشارة إلى التزام حكومته بالمصالحة الوطنية.
وتوقف رئيس الوزراء عند لحظات بطولية في التاريخ الكندي، من معارك فيمي ريدج ونورماندي خلال الحربين العالميتين، إلى الدور الإنساني الذي لعبه سكان مدينة غاندر في نيوفاوندلاند خلال أحداث 11 سبتمبر.
وقال كارني: “لطالما كانت كندا في الموعد في اللحظات الفاصلة… واليوم نواجه لحظة مماثلة”، في ظل عالم يشهد تحولات كبرى، وتصدعات في التحالفات، وهجمات على الديمقراطية، وتحديات اقتصادية تعصف بالتجارة العالمية.
وشدد كارني على أن حكومته تعمل على إزالة الحواجز التجارية بين المقاطعات، مضيفًا: “نحن نكسر الحواجز في كل أنحاء البلاد حتى يتمكن المواطن من شراء المنتجات الكندية في أي مكان والعمل في أي مكان”.
كما جدد التزامه برفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، وهو رقم يفوق بكثير الحد الأدنى الذي تطلبه حلف الناتو من أعضائه، والبالغ 2%، مشيرًا إلى أن كندا ستصل لهذا المستوى بنهاية السنة المالية الجارية.
وقال: “القيادة الكندية تُعرّف ليس فقط بقوة قيمنا، بل بقيمة قوتنا”.
وفي ختام خطابه، أثنى كارني على تماسك الكنديين في وجه الأزمات، وقال: “الكنديون يتوحدون. سنبني اقتصادًا كنديًا واحدًا، مدعومًا بالطاقة والتكنولوجيا والعمل الكندي… هذه أعظم أمة على وجه الأرض، وسنواصل العمل لجعلها أفضل”.
Happy Canada Day.pic.twitter.com/YwC3Oa1gJt
— Mark Carney (@MarkJCarney) July 1, 2025