هلا كندا – بات جسر غوردي هاو الدولي، أحد أضخم مشاريع البنية التحتية على الحدود بين كندا والولايات المتحدة، على بعد أشهر فقط من افتتاحه الرسمي، بعد أن اجتاز مؤخرًا مرحلة حاسمة في أعماله الإنشائية.
وأعلنت إدارة المشروع الأسبوع الماضي عن تفكيك الرافعتين العملاقتين اللتين ظلتا تهيمنان على مشهد النهر لما يقارب خمس سنوات، قائلة: “بعد خمس سنوات من الخدمة، بدأت الرافعتان العملاقتان على ضفتي نهر ديترويت بالتقاعد من مشروع جسر غوردي هاو الدولي.”
;يمتد الجسر الجديد على مسافة قياسية تجعله الأطول من نوعه (كابل-معلّق) في قارة أمريكا الشمالية، وهو يربط بين مدينتي ديترويت (ولاية ميشيغن) وويندسور (أونتاريو)، ما يضيف رابطاً حيوياً إلى الشبكة التجارية بين البلدين.
وتم تفكيك الرافعة الكندية بالكامل خلال شهر مايو، باستخدام رافعة زاحفة عملاقة بوزن 600 طن، تمتلك ذراعًا يصل طوله إلى 165 مترًا.
وبعد الانتهاء من الجانب الكندي، نُقلت أجزاء الرافعة عبر الجسر في أكثر من 40 شاحنة لتبدأ المرحلة المماثلة من تفكيك الرافعة الأميركية، والتي من المتوقع أن تكتمل نهاية يونيو الجاري.
ورغم الإنجاز، فإن المشروع لا يزال يتطلب استكمال العديد من الأعمال الفنية واللوجستية تمهيدًا للافتتاح، منها أنظمة الكهرباء والصرف الصحي، نظام مكافحة الحرائق، الحواجز والإشارات والعلامات الأرضية، الإضاءة والمسارات، ممر متعدد الاستخدامات للمشاة وراكبي الدراجات، ما يسمح بعبور الجسر دون مركبة.
ورغم تحديد موعد افتتاح مبدئي في سبتمبر 2025، يبدو أن التاريخ تم تعديله إلى إطار زمني أكثر عمومية: “الخريف المقبل”.
ويتوقع للجسر الجديد أن يخفف الضغط عن جسر السفير الحالي، الذي يعاني من اختناقات مرورية متكررة، ويُسهم في تحسين حركة الشحن والنقل بين البلدين.
لكن، في ظل تراجع ملحوظ في حركة السياح الكنديين نحو الولايات المتحدة، واستمرار دعوات المقاطعة الشعبية للمنتجات الأميركية، هناك تساؤلات حول ما إذا كان الجسر، الذي بلغت تكلفته نحو 6.4 مليار دولار، سيحقق إمكاناته التجارية القصوى.
إذ بُني المشروع في فترة كانت فيها العلاقات الكندية-الأميركية أكثر انفتاحًا، بينما يشهد اليوم واقعًا مختلفًا بسبب التوترات السياسية والتجارية التي ظهرت في السنوات الأخيرة.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني