هلا كندا – مع اقتراب فصل الصيف في تورونتو، يتطلع الكثيرون إلى الاستمتاع بأشعة الشمس بعد شهر مايو البارد نسبيًا، لكن دخان حرائق الغابات المنتشرة في شمال أونتاريو ومناطق من غرب كندا يهدد بخنق الأجواء مرة أخرى.
وشهدت المدينة سماءً ملبدة بالدخان في وقت سابق من يونيو بسبب الحرائق الخارجة عن السيطرة، ما دفع “بيئة كندا” لإصدار تحذيرات من تدهور جودة الهواء في تورونتو وعدة مقاطعات أخرى.
ووصل الأمر في السادس من يونيو إلى أن احتلت تورونتو المرتبة الأولى عالميًا في أسوأ جودة هواء، وفقًا لمؤشر IQAir.
وأوضح الدكتور سمير غوبتا، أخصائي أمراض الرئة بجامعة تورونتو، أن موسم حرائق الغابات في أونتاريو لهذا العام بدأ أقوى من المعتاد، حيث سُجّلت حتى الآن 183 حريقًا مقارنة بـ100 في العام الماضي.
كما احترقت 3.7 مليون هكتار من الأراضي على مستوى البلاد، أي ما يعادل ستة أضعاف مساحة جزيرة برنس إدوارد.
ويتوقع خبراء الأرصاد أن يكون الطقس في منطقة حدود أونتاريو ومانيتوبا أدفأ وأكثر جفافًا خلال الصيف، ما يزيد من احتمالية اندلاع حرائق جديدة.
مدى تأثير دخان الحرائق
ورغم أن سكان تورونتو لا يشاهدون النيران، إلا أن رائحة الدخان تصلهم بسهولة بفعل الرياح، وقد وصلت في الأيام الماضية إلى أوروبا، وفقًا لتقارير من الاتحاد الأوروبي.
وقال الدكتور غوبتا: “الرياح تحمل الدخان لمسافات هائلة، من براري كندا إلى 75٪ من أراضي الولايات المتحدة وحتى العاصمة البريطانية لندن”.
وبحسب غوبتا، يؤدي تدهور جودة الهواء إلى ارتفاع حالات الطوارئ في المستشفيات، خاصة للأشخاص المصابين بأمراض الرئة مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وكذلك زيادة حالات الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
كما يسبب الدخان الصداع، والسعال، وتهيج العينين والأنف والحنجرة، لكن أخطر ما فيه هو أن الجزيئات الدقيقة جدًا لا تُرى بالعين المجردة وقد تدخل إلى مجرى الدم، مما يزيد خطر تلف القلب والرئتين.
من هم الأكثر عرضة للخطر؟
الفئات الأكثر تأثرًا تشمل:
كبار السن
الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة
النساء الحوامل
الأطفال الرضّع والصغار
ويُنصح هؤلاء بمراقبة مؤشر جودة الهواء وتجنب الخروج عند ارتفاعه.
هل يمكن ممارسة الرياضة أو العمل في الهواء الطلق؟
إذا كان لا بد من التواجد خارج المنزل في أيام الدخان الكثيف، ينصح الدكتور غوبتا بارتداء قناع N-95 لتقليل التعرض للجزيئات الضارة.
ويضيف: “إذا كنت تمارس الجري أو الرياضة، يجب أن تخطط بناءً على جودة الهواء. فالجري في هواء ملوث قد يُضاعف كمية الجزيئات المستنشقة”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني