هلا كندا – يستمر تضخم أسعار المواد الغذائية في كندا بتجاوز معدل العام خلال شهر أبريل، إلا أن التغيرات الأخيرة في السياسات واستقرار العملة الكندية يمنحان المستهلكين بصيصًا من الأمل.
ووفقًا لتقرير تضخم الغذاء الصادر عن شركة Loblaw لشهر مايو، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 3.8% على أساس سنوي في أبريل، متجاوزة بذلك معدل الزيادة في مؤشر التضخم.
ويمثل هذا الشهر الثالث على التوالي الذي يتفوق فيه تضخم الغذاء على معدل التضخم العام، بحسب ما أفادت به هيئة الإحصاء الكندية.
وقال مايك فون ماسو، الخبير الاقتصادي في مجال الأغذية وأستاذ بجامعة جيلف، إن الكنديين ربما تأقلموا جزئيًا مع بعض هذه الزيادات، لكن تأثير ارتفاع الأسعار يُشعر به عادةً بحدة في المدى القصير، مما يزيد من الضغوط المستمرة على القدرة الشرائية للمستهلكين.
وأضاف فون ماسو يوم الأربعاء: “الزيادات التي نشعر بها اليوم هي نتيجة التغيرات التي شهدناها في الشهر الماضي. لقد شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الأغذية خلال السنوات الخمس الماضية. هذه الزيادة البالغة 3.8% تُعد أقل من زيادات سابقة، لكنها تظل زيادة مؤثرة.”
وأشار إلى أن المنتجات التي شهدت انخفاضًا الشهر الماضي شملت مشتقات الألبان، في حين ارتفعت أسعار منتجات اللحوم، خصوصًا لحم البقر.
وذكرت هيئة الإحصاء الكندية أن من بين أبرز المنتجات التي ساهمت في ارتفاع الأسعار على أساس سنوي كانت الخضروات الطازجة بنسبة 3.7%، ولحم البقر الطازج أو المجمد بنسبة 16.2%، بالإضافة إلى القهوة والشاي بنسبة 13.4%.
وأوضح فون ماسو: “مدى تأثرك بارتفاع الأسعار يعتمد على ما تستهلكه من منتجات.”
كما شهدت أسعار الأطعمة الجاهزة في المطاعم ارتفاعًا بنسبة 3.6% على أساس سنوي في أبريل، بعد أن سجلت زيادة بنسبة 3.2% في مارس، وفقًا للإحصاءات الرسمية.
وأشار تقرير Loblaw إلى أن من بين 80,000 منتج في المتاجر الكبرى، هناك حوالي 6,000 منتج قد يتأثر بالرسوم الجمركية، نصفها مواد غذائية.
ولتعزيز الشفافية ومواجهة الشكوك العامة، بدأت الشركة بوضع رمز “T” على الرفوف للإشارة إلى المنتجات المتأثرة بالرسوم.
وأضافت أن حتى المنتجات المصنّعة في كندا قد تتأثر جزئيًا بارتفاع التكاليف إذا كانت مكونات التصنيع مستوردة من الولايات المتحدة وتشملها الرسوم الجمركية.
ووصف فون ماسو هذه الخطوة بالمهمة، لكنه شدد على أنها ليست حلاً كاملاً.
وقال: “يحاولون أن يكونوا استباقيين من خلال إخبار الناس بسبب ارتفاع الأسعار. إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، لكني أود رؤية توضيح أكبر حول ما يُعد فعلاً منتجًا متأثرًا بالرسوم.”
إلى أين تتجه الأسعار؟
ذكرت Loblaw أنها زادت من العروض الترويجية على بعض السلع الأساسية لمساعدة المستهلكين على توفير المال في ظل تأثير الرسوم.
ويرى فون ماسو أن هذه فرصة للبعض، مشيرًا إلى أن أبحاثه بجامعة جيلف أظهرت أن المتاجر الكندية تقدم عروضًا ترويجية بضعف عدد مرات نظيرتها الأميركية.
وقال: “العروض تمنح الأشخاص القادرين على التكيّف فرصة للتقليل من تأثير ارتفاع الأسعار”.
وبشأن توقعات أسعار الغذاء، أوضح فون ماسو أن الأمر يعتمد على عدة عوامل.
وأضاف: “أتابع البيانات الشهرية. ونتوقع مع دخول فصل الصيف أن تنخفض أسعار الفواكه والخضروات مع تزايد الإنتاج المحلي.”


