هلا كندا – قال دوغ غيلهام، خبير الأرصاد الجوية في شبكة الطقس الكندية، إن الكنديين الذين يتوقون إلى أشعة الشمس ودرجات الحرارة الدافئة قد يسعدهم توقعات الطقس الصيفي لهذا العام، الذي يشير إلى وفرة في كليهما.
لكنه حذر في الوقت نفسه من أن هذا الصيف سيشهد تحذيرات وموجات حر وجفاف.
فوفقًا لتوقعات شبكة الطقس لموسم الصيف (يونيو، يوليو، أغسطس)، قد تشهد مناطق مختلفة من كندا موجات جفاف وحرائق غابات وعواصف رعدية قوية، مع درجات حرارة أعلى من المعدلات المعتادة في معظم أنحاء البلاد.
وقال غيلهام، مدير مركز التوقعات في شبكة الطقس: “أعتقد أن أغلب الناس سيكونون سعداء عند قراءة التوقعات للوهلة الأولى، لكن هناك بعض التحذيرات، فالصيف قد يتضمن تحديات ناتجة عن موجات حر شديدة وقلة الأمطار في بعض المناطق، وظروف جوية عاصفة في مناطق أخرى”.
وأضاف أن صيفاً دافئاً ورطباً متوقع في معظم مناطق أونتاريو وكيبيك والولايات البحرية (الماريتايم).
ويتوقع أن تؤدي الرطوبة المرتفعة إلى تغذية عواصف رعدية قوية، مع ليالٍ دافئة في وسط كندا.
ومن المتوقع حدوث موجات حر، ربما قبل حلول شهر يوليو، لكن لا يُتوقع استمرار طويل للحرارة، باستثناء المناطق الواقعة غرب بحيرة سوبيريور.
ومع الانتقال نحو الحدود بين أونتاريو ومانيتوبا، تصبح الأجواء أكثر دفئًا وجفافًا من المعتاد، وهي منطقة شهدت بالفعل اندلاع حرائق غابات قد تكون بمثابة إنذار مبكر بالمخاطر القادمة.
وقد تم إجلاء عدة مجتمعات في الأيام الأخيرة بسبب حرائق سريعة الانتشار.
وحذر غيلهام قائلاً: “يجب أن نكون أكثر يقظة هذا الصيف ونأمل بشدة ألا تندلع تلك الحرائق، لأن الظروف ستكون مواتية أكثر لانتشارها في حال حدوثها”.
ويشير غيلهام إلى أن ما يعتبره خبراء الأرصاد الجوية “طبيعياً” قد تغيّر بفعل ارتفاع حرارة الكوكب، الناتج بدرجة كبيرة عن انبعاثات الوقود الأحفوري.
تستند التوقعات الحالية حول درجات الحرارة والأمطار إلى متوسطات السنوات الثلاثين الماضية تقريباً.
ومع ذلك، فقد ارتفعت درجات الحرارة المتوسطة في كندا بنحو درجتين مئويتين منذ أواخر الأربعينيات، وفقاً لسجلات محطات الأرصاد، مما ساهم في زيادة شدة حرائق الغابات والجفاف وموجات الحر.
وأشار إلى أن الجفاف قد يكون مصدر قلق خطير في الأجزاء الجنوبية من البراري الكندية، حيث يتوقع أن تترافق درجات حرارة أعلى من المعتاد مع معدلات هطول أقل من المتوسط. إلا أن الوضع المسبق أفضل هذا العام مقارنة بأعوام صعبة سابقة مثل 2012.
أما في الأجزاء الشمالية من ألبرتا وساسكاتشوان ومانيتوبا، فالتوقعات تشير إلى درجات حرارة أعلى من المعتاد، مع معدلات هطول قريبة من المستوى الطبيعي.
وقال غيلهام إن الصورة العامة لتوقعات هذا الصيف تشبه إلى حد ما صيف عام 2021، وهو موسم تميز في غرب كندا بالجفاف، وحرائق الغابات، ونقص المياه، وموجة حر مميتة في كولومبيا البريطانية.
وأضاف: “أرى بعض أوجه التشابه، لكنني متردد في ذكر ذلك، لأنه لا أحد في بريتش كولومبيا يود سماع إشارات لتلك السنة، هذا لا يعني أننا سنشهد نفس الطقس تماماً، لكننا نعتقد أن التركيز هذا العام قد يكون أبعد نحو الشرق، أي في جنوب البراري”.
وفي المناطق الشمالية، يتوقع أن تشهد معظم الأقاليم الشمالية درجات حرارة أعلى من المعتاد مع هطول أمطار قريب من المتوسط، مع مراقبة خاصة لاحتمال اندلاع حرائق غابات.
والاستثناءات تشمل غرب يوكون (درجات حرارة قريبة من المعتاد وهطول فوق المعتاد)، وجزيرة بافين الشمالية التي قد تشهد درجات حرارة قريبة من المستوى الطبيعي.
موسم أعاصير نشط… ولو بعواصف قليلة
من المتوقع أن يكون موسم الأعاصير هذا العام “أكثر قرباً إلى النمط المعتاد”، لكنه سيبقى نشطًا، ضمن سلسلة مواسم فوق المتوسط بدأت منذ عام 2016.
وقال غيلهام إن نمط تيار النفاث (Jet Stream) – وهو التيار الهوائي العالي الذي يوجه الأعاصير – يبدو مهيئًا لتوجيه المسار نحو شمال شرق الولايات المتحدة أو كندا الأطلسية. وقد تشعر أجزاء من أونتاريو وكيبيك ببقايا هذه العواصف.
وأضاف: “قد يكون هناك عدد أقل من العواصف، لكن عاصفة واحدة فقط يمكن أن تسبب تأثيراً هائلاً”.
وساهم التغير المناخي في رفع درجات حرارة المحيط الأطلسي، ما يؤدي إلى اشتداد قوة الأعاصير.
والعام الماضي، شهد المحيط 18 عاصفة تحمل أسماء، بينها “بيريل”، أقوى إعصار من الفئة الخامسة يتم تسجيله في وقت مبكر من الموسم.
هذا العام، تتوقع وزارة البيئة وتغير المناخ الكندية بين 13 و19 عاصفة مُسمّاة، بينها 6 إلى 10 أعاصير و3 إلى 5 أعاصير كبرى، ضمن موسم الأعاصير الذي يمتد من يونيو حتى نهاية نوفمبر.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني