هلا كندا – من المعتاد أن يشهد سوق العقارات في كندا انتعاشًا خلال فصل الربيع مع تحسّن الطقس، لكن هذا العام يبدو مختلفًا، إذ بدأ الموسم بوتيرة أبطأ من المعتاد، مما قد يفتح الباب أمام فرص مميزة للمشترين، خاصة أولئك المستعدين لتقديم بعض التنازلات.
وتقول آن-إليز أليغريتي، الباحثة في مؤسسة Royal LePage العقارية “بالفعل، انطلاقة الربيع هذا العام كانت بطيئة على مستوى البلاد، ذلك يعود بالأساس إلى ضعف ثقة المستهلك في الاقتصاد بسبب التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، مما أثر بشكل مباشر على مزاج الكنديين.”
وفقًا لتقرير جديد من جمعية العقارات الكندية، انخفضت مبيعات المنازل في أبريل بحوالي 10% مقارنة بعام 2024، ولكن عند احتساب التغيرات الموسمية كما يفعل الاقتصاديون، يتضح أن السوق شهد استقرارًا نسبيًا بين مارس وأبريل، ما قد يكون مؤشرًا على نقطة تحول.
وتقول أليغريتي “البيانات تشير إلى أن المشترين لا يشعرون بضغط للاستعجال في الشراء، سيكون من المثير للاهتمام رؤية أرقام شهر مايو.”
قرارات الفائدة قد تغير المعادلة
وكل الأنظار تتجه الآن نحو بنك كندا، الذي سيعلن قراره الجديد بشأن سعر الفائدة في 4 يونيو، والخيارات مفتوحة بين تثبيت الفائدة، رفعها، أو خفضها — وهو الاحتمال الذي قد ينعش السوق العقارية عبر خفض معدلات الرهن العقاري.
وفي هذا الصدد يقول خبير الرهن العقاري كلاي جارفيز من موقع NerdWallet “الظروف الاقتصادية غير المشجعة قد تدفع البنك إلى خفض الفائدة قريبًا، معدلات البطالة آخذة في الارتفاع، وهذا قد يحفّز البنك على تسهيل الاقتراض لدفع الشركات للتوظيف من جديد.”
وتشتهد مناطق مثل البراري، كيبيك، والساحل الشرقي حاليًا طلبًا متزايدًا، مقارنةً بأسواق مثل تورونتو وفانكوفر التي تباطأت بشكل ملحوظ.
يوضح الخبير كاثكارت “منذ عقد من الزمان، كانت تورونتو وفانكوفر هما الأكثر سخونة، لكن اليوم العكس تمامًا: الأسواق الأرخص هي الأشد طلبًا”.
وفي المقابل، تواجه شقق الكوندومينيوم في المدن الكبرى تحديات كبيرة، مع تراجع الطلب وتكدّس المعروض.
ورغم التباطؤ، يرى خبراء أن هذه الظروف قد تشكّل فرصة ثمينة لمن يفكر في الشراء، سواء كان يبحث عن منزل مستقل في المناطق الأرخص، أو شقة منخفضة السعر في المدن الكبرى.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني