هيثم حمد
رئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية
في خطوة أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته من زعامة الحزب الليبرالي. هذا الإعلان، الذي كان متوقعًا في ظل الضغوط السياسية المتزايدة، يمثل لحظة محورية في تاريخ السياسة الكندية. فما هي أسباب هذه الاستقالة؟ ومن سيحكم كندا في هذه الفترة الانتقالية؟ وكيف ستتعامل الأحزاب المعارضة مع هذا الواقع الجديد؟
خلال السنوات الأخيرة، شهد الحزب الليبرالي انخفاضًا ملحوظًا في شعبيته، خاصة مع تزايد الانتقادات حول السياسات الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة. هذا التراجع أثار قلق العديد من النواب الليبراليين الذين شككوا في قدرة ترودو على قيادة الحزب إلى نصر جديد في الانتخابات المقبلة. وتشير التقارير إلى وجود انقسامات داخل الكتلة الليبرالية، حيث فقد ترودو دعم عدد كبير من نواب الحزب في مقاطعات رئيسية مثل أونتاريو وكيبيك وكولومبيا البريطانية.
من جهة اخرى، ضغوط المعارضة وفضائح سابقة، حيث تعرض ترودو لضغوط مستمرة من أحزاب المعارضة بشأن قضايا متعددة، بما في ذلك فضائح أخلاقية وسياسية أثرت على صورته العامة. الى جانب اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية في شهر 10 للعام 2025، حيث يرى الكثيرون داخل الحزب أن القيادة بحاجة إلى تجديد لتجنب الهزيمة في الانتخابات.
من سيحكم في الفترة الانتقالية؟
بعد إعلان استقالته، أوضح ترودو أنه سيبقى في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي. وخلال هذه الفترة، سيستمر ترودو في إدارة الحكومة بالتعاون مع فريقه الوزاري لضمان استقرار البلاد. وسيتم تعيين زعيم مؤقت للحزب الليبرالي لإدارة الشؤون الحزبية الداخلية والإعداد لاختيار الزعيم الجديد.
سيتم تحديد موعد للانتخابات للحزب الليبرالي واختيار خليفة ترودو ومن المتوقع أن يعقد الحزب الليبرالي مؤتمرًا وطنيًا في الأشهر المقبلة لاختيار زعيم جديد. وتشمل العملية تقديم المرشحين ترشيحاتهم، عقد مناظرات داخلية، والتصويت من قبل أعضاء الحزب.
والأسماء الأوفر حظًا لخلافة ترودو هي:
كريستيا فريلاند: نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية، التي تتمتع بخبرة سياسية واسعة وشعبية كبيرة.
مارك كارني: محافظ بنك كندا السابق، الذي يحظى بدعم كبير من الدوائر الاقتصادية.
ميلاني جولي: وزيرة الخارجية التي تتمتع بخبرة في العلاقات الدولية ودعم قوي في كيبيك.
اما بالنسبة لموعد الانتخابات الفيدرالية الكندية المقبلة فهي ما زالت محددة في شهر أكتوبر من هذا العام 2025. وفي حال تعيين زعيم جديد للحزب الليبرالي، قد يقرر الحزب الدعوة لانتخابات مبكرة لتعزيز مكانته السياسية، لكن هذا سيعتمد على وضع الحزب في استطلاعات الرأي. او اذا قامت احزاب المعارضة بالتصويت على حجب الثقة عن الحكومة فبهذه الحالة يتم الدعوة الى انتخابات مبكرة!
كيف ستتغير المشهد السياسي في كندا؟
إعلان استقالة جاستن ترودو تمثل تحولًا كبيرًا في السياسة الكندية. ورغم التحديات التي تواجه الحزب الليبرالي الأن، فإن هذه الخطوة قد تكون بداية جديدة لكندا حيث يسعى حزب المحافظين المعارض للاستفادة من هذا التغيير واصلاح ما تم خرابه في كندا! فقد اصبحت معظم مناحي الحياة والقطاعات في كندا تعاني بسبب حماقة القرارات والسياسيات التي اتخذها الحزب الليبرالي على مدى سنوات طويلة وقد يستغرق الامر وقتاً لإصلاحها وإعادة كندا الى مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.
