هلا كندا – وكالات – أزاح فريق علمي دولي الستار عن تفسير جديد لواحدة من أكثر الظواهر غموضاً في الفضاء، بعد أن كشف سر السحابة الغبارية التي تحيط بالقمر وتتحرك معه في مداره، حيث تبين أنها ناتجة عن الفوارق الحرارية الهائلة بين جانبيه.
وأوضح الباحث سيباستيان فيركيرك من وكالة الفضاء الفرنسية أن السحابة تتكون من جسيمات دقيقة مصدرها طبقة الصخور والغبار التي تغطي سطح القمر والمعروفة باسم «الريغوليث»، والتي تنتج عن القصف المستمر من نيازك مجهرية تضرب القمر يومياً، بعكس الأرض التي يحميها الغلاف الجوي من هذه الاصطدامات.
وأشار فيركيرك إلى أن تلك الاصطدامات لا تقتصر على تكوين الغبار فحسب، بل تدفعه أيضاً إلى الارتفاع، مكونة سحابة تمتد مئات الأميال فوق سطح القمر. ورغم أن هذه السحابة غير مرئية للعين المجردة، فإنها تمثل ظاهرة فريدة في النظام الشمسي.
وبيّن أن الغبار يتركز بشكل أكبر فوق الجانب المواجه للشمس، حيث تصل كثافة السحابة إلى ذروتها عند خط الفجر الفاصل بين النور والظلام، مرجعاً هذا التفاوت إلى الاختلاف الكبير في درجات الحرارة بين جانبي القمر، إذ تصل في النهار إلى 112 درجة مئوية وتهبط ليلاً إلى 183 درجة تحت الصفر.
واستخدم الفريق العلمي نماذج محاكاة حاسوبية متقدمة لاختبار تأثير الحرارة في تشكل السحابة، فتبين أن النيازك التي تضرب السطح النهاري للقمر تثير كميات من الغبار تفوق نظيرتها الليلية بنسبة 6 إلى 8 في المئة، ما يفسر تمركز الغبار في الجانب المواجه للشمس.
وأكد العلماء أن هذا الاكتشاف لا يفسر فقط الغموض الذي أحاط بهذه السحابة لعقود، بل يفتح آفاقاً جديدة لدراسة طبيعة أسطح الكواكب والأقمار الأخرى من خلال تتبع سلوك الغبار المحيط بها.
ويخطط الفريق لتوسيع أبحاثه لتشمل كواكب أخرى مثل عطارد، الذي يتميز بفوارق حرارية أكبر بكثير، ما قد يساعد في فهم أعمق لتفاعلات الغبار عبر النظام الشمسي.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني


