هلا كندا – كشفت دراسة علمية جديدة أن نهر دون في تورونتو، أحد أكثر الأنهار تحضّرًا في كندا، يفرغ نحو 500 مليار جزيء من الميكروبلاستيك في بحيرة أونتاريو سنويًا، بكتلة تقارب 36 ألف كيلوغرام، أي ما يعادل وزن 18 سيارة من البلاستيك الدقيق.
وقالت البروفيسورة تشيلسي روشمان، المتخصصة في تلوث البلاستيك بجامعة تورونتو والمشاركة في إعداد الدراسة، إنها تفاجأت من حجم التلوث، موضحة أن المستويات المسجلة “تشبه تلك التي تُرصد في مناطق تفتقر إلى إدارة فعالة للنفايات”.
وبيّنت الدراسة التي نُشرت في دورية Philosophical Transactions A أن كمية الميكروبلاستيك تفوق بكثير كمية النفايات البلاستيكية الكبيرة التي تُقدّر بنحو 160 كيلوغرامًا فقط سنويًا.
وأشارت روشمان إلى أن مصادر الميكروبلاستيك الأكثر شيوعًا في النهر تشمل رغوة البناء، وإطارات السيارات، وحبيبات البلاستيك الصناعية، وجزيئات صغيرة ناتجة عن تحلل المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام.
أما أكبر العناصر البلاستيكية حجمًا التي عُثر عليها فكانت الأكياس والمناديل المبللة، إذ شكّل كل نوع منها نحو 20 في المئة من العينات الملتقطة، مؤكدة أن عشرات الآلاف من المناديل المبللة تتراكم في مجرى النهر، خاصة في خور تايلور-ماسي.
وأوضحت روشمان أن الهدف من الدراسة هو تحديد مصادر التلوث والعمل مع الجهات المعنية لوقفها، عبر تحسين أنظمة الصرف الصحي، ومنع تطاير الرغوة من مواقع البناء، وتوسيع حظر بعض أنواع البلاستيك أحادي الاستخدام.
وأضافت أن جزءًا من المشكلة يعود إلى قدم شبكة الصرف الصحي في تورونتو، إذ يؤدي هطول الأمطار الغزيرة إلى تسرب مياه الصرف غير المعالجة إلى النهر والبحيرة. كما حذّرت من إلقاء المناديل المبللة في المراحيض، لأنها تُطلق في النهر أثناء العواصف.
وتنفذ المدينة حاليًا مشروعًا بقيمة 3 مليارات دولار لتحديث شبكة الصرف وإيقاف تدفق مياه الصرف إلى النهر.
ووفق الدراسة، فإن مستويات البلاستيك لم تتغير بشكل كبير قبل العواصف وبعدها، ما يشير إلى أن النهر يمكن أن “ينظف نفسه طبيعيًا بمرور الوقت” في حال تم وقف مصادر التلوث.
واختتمت روشمان بالقول إن “من خلال المراقبة والعمل المستمر، يمكننا حماية هذا الحوض المائي الذي نحبه جميعًا في تورونتو”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني


