هلا كندا – كيبيك – أعلنت حكومة مقاطعة كيبيك عن نيتها منع ارتداء الرموز الدينية في مراكز رعاية الأطفال (الحضانات) ضمن سياسة جديدة تهدف إلى تعزيز مبدأ العلمانية في المؤسسات العامة.
وقال وزير العلمانية في المقاطعة جان-فرانسوا روبيرج (Jean-François Roberge) إن هناك “توافقاً واسعاً” بين سكان كيبيك حول ضرورة تعزيز قيم العلمانية والفصل بين الدين والدولة في الفضاء العام.
ويأتي هذا الإعلان بعد توصية صدرت في الصيف الماضي من لجنة استشارية كُلفت من قبل الحكومة لتقديم اقتراحات حول كيفية تعزيز العلمانية في المقاطعة.
يُذكر أن كيبيك كانت قد حظرت سابقاً على موظفي القطاع العام في المناصب ذات السلطة، مثل المعلمين والقضاة، ارتداء الرموز الدينية أثناء العمل، وهو القرار الذي أثار جدلاً واسعاً منذ صدوره قبل أعوام.
وأوضح روبيرج أن القانون الجديد سيتضمن بنداً استثنائياً (Grandfather Clause) يسمح للعاملين الحاليين في مراكز رعاية الأطفال بمواصلة عملهم دون التأثر بالقرار الجديد.
وتأتي هذه الخطوة بالتوازي مع مشروع قانون آخر قدمته الحكومة لتوسيع الحظر ليشمل جميع موظفي المدارس العامة، إضافة إلى تعهد روبيرج بحظر الصلاة في الأماكن العامة.
تواصل حكومة كيبيك بقيادة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ) سياستها الصارمة تجاه تعزيز العلمانية في المؤسسات العامة، وهي سياسة أثارت انقسامات واسعة داخل المقاطعة وخارجها.
فبينما يرى المؤيدون أن هذه الخطوات ضرورية لحماية هوية كيبيك الثقافية وضمان حياد الدولة، يعتبرها المعارضون تمييزاً ضد الأقليات الدينية، وخاصة النساء المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب.
ويُتوقع أن يعيد هذا القرار إشعال النقاش الوطني حول حدود حرية المعتقد ومبادئ العلمانية في كندا، لا سيما في ظل التعددية الثقافية التي تشكل أحد أبرز ملامح الهوية الكندية.
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.


