هلا كندا – أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن حكومته تسعى إلى مضاعفة صادرات البلاد إلى الأسواق غير الأميركية خلال العقد المقبل، مؤكّدًا أن الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة تُضعف الاستثمارات وتزيد من حالة عدم اليقين في الاقتصاد الكندي.
وقال كارني، الذي يعتزم عرض موازنة حكومته في الرابع من نوفمبر المقبل، إن نقاط القوة التي طالما اعتمد عليها الاقتصاد الكندي في علاقته الوثيقة مع الولايات المتحدة تحولت إلى مكامن ضعف.
وأوضح أن الرسوم الأميركية على قطاعات السيارات والصلب والأخشاب تهدد آلاف الوظائف وتدفع الشركات إلى تأجيل استثماراتها بسبب الأوضاع غير المستقرة.
واتهم كارني الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهديد اقتصاد كندا وسيادتها بالسياسات الجمركية التي ينتهجها، واصفًا تصريحاته حول إمكانية أن تصبح كندا “الولاية الأميركية رقم 51” بأنها “الأخطر على الإطلاق”.
وفي خطاب موجه إلى الكنديين، أكد كارني أن عقودًا من التقارب الاقتصادي مع الولايات المتحدة قد انتهت فعليًا، مشيرًا إلى أن واشنطن غيّرت نهجها التجاري ورفعت رسومها الجمركية إلى مستويات غير مسبوقة منذ الكساد الكبير.
وأضاف: “علينا أن نعتمد على أنفسنا، لأننا لا نستطيع الاتكال على شريك أجنبي واحد”، لافتًا إلى أن حكومته تعمل على توسيع الشراكات التجارية مع قوى اقتصادية كبرى مثل الهند والصين.
وأشار إلى أن أكثر من 75% من الصادرات الكندية تتجه إلى الولايات المتحدة، ما يعكس عمق الترابط الاقتصادي بين البلدين، بينما تسعى أوتاوا لتقليص هذا الاعتماد.
وأوضح أن كندا تُعد الوجهة التصديرية الأولى لـ36 ولاية أميركية، إذ يعبر الحدود يوميًا ما قيمته 3.6 مليار دولار كندي من السلع والخدمات، لافتًا إلى أن اتفاق التجارة الحرة بين البلدين سيخضع للمراجعة عام 2026.
وأكد كارني أن كندا قوة عظمى في مجال الطاقة، إذ تمتلك ثالث أكبر احتياطيات من النفط في العالم ورابع أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي، وتشكل 60% من واردات الولايات المتحدة من النفط الخام و85% من وارداتها من الكهرباء.
وأضاف أن كندا تضم 34 معدنًا وعنصرًا أساسيًا تعتبرها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حيوية للأمن القومي.
واختتم كارني خطابه قائلًا: “لن نُحوّل اقتصادنا بين ليلة وضحاها، فالأمر يتطلب تضحيات ووقتًا، لكننا سنمضي قدمًا بثقة نحو اقتصاد أكثر استقلالية وتنوعًا”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني