هلا كندا – أظهرت دراسة وطنية في كندا أن نحو 2.3٪ من الكنديين يعانون من ما يُمكن تسميته بـ«قلق تغير المناخ الشديد»، في حين أفاد ما يقرب من 37٪ من المراهقين بأنَّ تغيّرات المناخ تؤثر على صحتهم النفسية.
وشملت الدراسة مسحاً شاملاً شارك فيه شباب وكبار من مختلف الأقاليم الكندية، وطرحت أسئلة حول طريقة شعورهم تجاه ما يَرى أنّه تهديد بيئي مستمر: من الخوف والقلق والاكتئاب إلى الشعور بالعجز وفقدان الأمل.
وأكد الباحثون أن القلق تجاه المناخ ليس مجرد تذمّر أو قلق بسيط، بل يصل لدى بعض الفئات إلى حدّ يُعرَف بأنه «معيقات يومية»، مثل الأرق أو الاستيقاظ في الليل بسبب مخاوف تتعلق بمستقبل الكوكب.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الشباب–خاصة أولئك الذين يعيشون في مناطق متأثرة بالكوارث البيئية مثل حرائق الغابات أو الفيضانات–هم الأكثر عرضة لهذا النوع من القلق، إذ إنهم يربطون مباشرة بين التغيّرات المناخية وخطر فقدان المنزل أو الوظيفة أو تدهور نوعية الحياة.
هذا القلق المناخي الجديد يُعدّ جزءاً من ظاهرة «القلق البيئي» التي بدأت تتصدّر البحوث النفسية والاجتماعية في كندا ودول الغرب. فبينما يركّز السياسويون على التكيف والتخفيف وإجراءات الحكومة والمجتمع، يركّز الأخصائيون النفسانيون على التأثير الذهني والعاطفي–خصوصاً لدى الأجيال الصاعدة. إن وجود ما يزيد عن ثلث المراهقين الذين يشعرون بتأثر مباشر يمثّل تحدّياً مزدوجاً: التأثير على الصحة النفسية والهدر المحتمل في الطاقة والعزيمة التي يمكن أن تُوجَّه للعمل الإيجابي. كذلك، فإن اعتراف الحكومة والمؤسسات بأن هذه الحالة «مشكلة حقيقية» قد يدفع إلى توفير دعم نفسي واجتماعي مخصص لشريحة الشباب والمجتمعات المُعرّضة بيئياً. من جهة أخرى، تبدو كندا أمام اختبار: ما إذا كانت تستطيع دمج البُعد النفسي والاجتماعي في سياسات التغيّر المناخي، وليس الاقتصار فقط على البُعد التقني أو البُعد البيئي.
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.