هلا كندا – واشنطن – شهدت مدن أميركية كبرى مثل نيويورك، سان فرانسيسكو، واشنطن، شيكاغو، بوسطن، وأتلانتا تظاهرات ضخمة شارك فيها ملايين المواطنين احتجاجاً على ما وصفوه بـ”استبداد” الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أوسع حركة احتجاجية تشهدها البلاد منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع هذا العام.
أكثر من 2700 مسيرة تحت شعار “لا للملوك“
نُظّمت أكثر من 2700 مسيرة واحتجاج في مختلف الولايات الأميركية وخارجها تحت شعار “No Kings – لا للملوك“، تعبيراً عن رفض السياسات التي يرونها سلطوية ومعادية للديمقراطية.
ووفقاً لشبكة CNN الأميركية، جرت التظاهرات في أكثر من 800 مدينة بمشاركة ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والولايات، بينما أكدت شرطة نيويورك مشاركة نحو 100 ألف متظاهر في المسيرات، دون تسجيل أي أعمال عنف أو اعتقالات.
وقال أحد المتطوعين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الحشود في تايمز سكوير امتدت لعدة كيلومترات حتى ساحة Union Square، في مشهد غير مسبوق.
اتهامات لترامب بالاستبداد وإثراء الأثرياء
تتهم حركة “لا للملوك” الرئيس الأميركي بأنه يهدد الديمقراطية الأميركية ويُقوّض حماية البيئة والصحة العامة، ويسمح للمليارديرات بتحقيق أرباح ضخمة على حساب الأسر الأميركية التي تعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة.
وجاء في بيان الحركة:
“إدارة ترامب ترسل عملاء ملثمين في شوارع أميركا، وترهب المجتمعات، وتعتقل المواطنين دون أوامر قضائية… الرئيس يعتقد أن حكمه مطلق، لكن في أميركا لا يوجد لدينا ملوك.”
ردود فعل متباينة داخل الحزب الجمهوري
ندد قادة جمهوريون بالاحتجاجات ووصفوها بأنها “تعبئة للكراهية ضد أميركا“.
وقال مايك جونسون، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب:
“هذه المسيرات ليست سوى حشد للكراهية ضد الولايات المتحدة. سترون بين المشاركين أنصاراً لحماس وحركة أنتيفا التي صنفها الرئيس منظمة إرهابية.”
بينما اتهم النائب الجمهوري توم إيمر الديمقراطيين بـ”الاستسلام للجناح المتطرف في حزبهم”.
في المقابل، رد النائب الديمقراطي غلين آيفي قائلاً:
“هذه الحركة ستكون حاسمة في مستقبل أميركا، وأنا أفهم تماماً سبب قلق الرئيس منها.”
🎭 فنانون ومنظمات حقوقية ينضمون للاحتجاجات
شاركت منظمات كبرى مثل الاتحاد الأميركي للحريات المدنية (ACLU) في تنظيم التظاهرات، مؤكدين أنهم “لن يسمحوا بإسكات أصواتهم”.
كما دعا الممثل الشهير روبرت دي نيرو في مقطع فيديو متداول الأميركيين إلى “الانتفاض سلمياً ضد حكم ترامب”، قائلاً إن الدفاع عن الديمقراطية واجب وطني.
قلق متزايد من تراجع الديمقراطية الأميركية
يرى مراقبون أن ترامب، منذ عودته إلى السلطة في يناير، أحدث خللاً في توازن النظام الديمقراطي، وتجاوز صلاحيات الكونغرس والولايات، مهدداً معارضيه بإجراءات قانونية.
كما نشر قوات عسكرية في ولايات ديمقراطية بحجة مكافحة الجريمة والهجرة غير النظامية، وحضّ ضباط الجيش على “مواجهة العدو في الداخل”، ما أثار انتقادات واسعة داخل وخارج البلاد.
وتواصل حركة “لا للملوك“ تعبئة الشارع الأميركي ضد ما تعتبره انحرافاً خطيراً عن الديمقراطية، في وقتٍ تتصاعد فيه حدة الانقسام السياسي والاجتماعي داخل الولايات المتحدة.
وبينما يرى مؤيدو ترامب أنه “يعيد القوة لأميركا”، يرى معارضوه أنه “يحوّل الديمقراطية إلى حكم فردي”.
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.