هلا كندا- حذّر تقرير جديد صادر عن هيئة تسجيل الإنترنت الكندية (CIRA)، اليوم الخميس، من أن الذكاء الاصطناعي أدخل العالم في مرحلة جديدة من التهديدات السيبرانية المعقدة والمتنامية.
وأوضح التقرير أن 43 في المئة من المؤسسات الكندية تعرّضت لهجمات إلكترونية خلال العام الماضي، مشيراً إلى أن المتخصصين في الأمن السيبراني “يتعاملون بجدية مع التهديدات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي ويعملون على تكييف دفاعاتهم بشكل مستمر”.
وبيّن أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة رئيسية في ترسانة القراصنة، إذ يتميز بقدرته على جعل الهجمات “أكثر قابلية للتوسع، وأكثر تخصيصاً وتكيّفاً وإقناعاً”، محذراً من استخدامه في عمليات احتيال متقدمة، وصور وفيديوهات مزيفة، وأصوات مولّدة رقمياً، وجمع بيانات حساسة.
الذكاء الاصطناعي وكتابة الشيفرات الخبيثة
وقال خبير الأمن السيبراني ريتش كوتاك، الذي عمل في أجهزة إنفاذ القانون والقطاع الخاص، إن الذكاء الاصطناعي أصبح يُستخدم على نحو متزايد في كتابة الشيفرات الخبيثة واستغلال الثغرات التقنية.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يساعد القراصنة في اكتشاف نقاط الضعف داخل البرامج واختراقها بسرعة تفوق القدرات البشرية السابقة، كما يُستخدم في الهندسة الاجتماعية عبر رسائل أو مكالمات احتيالية تستهدف الحصول على بيانات حساسة ككلمات المرور.
وأشار كوتاك إلى أن العلاقة بين القراصنة والمطوّرين تشبه “سباق تسلّح”، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي كسيف في الهجمات أو كدرع في الدفاع، مؤكداً أن المؤسسات المالية باتت تستعين بالذكاء الاصطناعي لرصد الأنشطة المشبوهة بشكل أسرع من البشر وتجميد الحسابات المعرّضة للخطر.
وحذّر كوتاك من أن الذكاء الاصطناعي يفتح المجال لمزيد من هجمات الفدية الإلكترونية، موضحاً أن مجموعات مثل LockBit – التي هاجمت مستشفى الأطفال في تورنتو عام 2022 – تستخدم برامج فدية تقفل أنظمة الضحايا ولا تعيد فتحها إلا بعد دفع مبالغ مالية.
وأضاف أن هذه المجموعات توفر “دعمًا وتقنيات وأدلة استخدام” للهاكرز الجدد الذين يعملون كـ “شركاء تابعين”، مقابل عمولة من الفدية التي يتم جمعها.
وأشار إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي تمنح القراصنة المنفردين قدرات تضاهي الجماعات الكبيرة، إذ تساعدهم على أتمتة المهام المملة والتركيز على تنفيذ عمليات أكثر تعقيداً أو متعددة في آن واحد.
ولفت إلى أن بعض المجموعات الإجرامية الإلكترونية تمتلك فرق دعم ومنتجات وأنظمة مالية وحتى أقساماً للعلاقات العامة، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي أصبح عاملاً محورياً في تطور الجريمة الإلكترونية الحديثة.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني