هلا كندا – كشفت دراسة حديثة عن الفجوة الواسعة بين الحد الأدنى للأجور والأجر الفعلي المطلوب للعيش في منطقة تورونتو، حيث بات تأمين السكن والمعيشة اليومية يتطلب دخلاً مرتفعاً يفوق بكثير الحد القانوني للأجور.
وأوضحت الدراسة، التي أعدّتها شركة العقارات الكندية Zoocasa، أن المقيمين في تورونتو يحتاجون إلى تخصيص نحو 30% فقط من دخلهم لتغطية تكاليف السكن وفق النموذج المتعارف عليه لحساب «أجر المعيشة»، غير أن ارتفاع أسعار الإيجارات يجعل تحقيق ذلك أمراً صعباً.
وأشارت إلى أن أسعار الإيجارات في تورونتو، رغم تراجعها الطفيف في الأشهر الأخيرة، ما زالت تتطلب دخلاً لا يقل عن 44.13 دولاراً في الساعة، أي ما يعادل 86,062 دولاراً سنوياً، لتغطية إيجار شقة بغرفة واحدة يبلغ متوسط سعرها نحو 2,295 دولاراً شهرياً.
ويفوق هذا الرقم بأكثر من ضعفي الحد الأدنى الجديد للأجور في أونتاريو البالغ 17.60 دولاراً في الساعة، رغم الزيادات التي أُقرت في أكتوبر 2025 لمساعدة العمال على مواكبة ارتفاع تكاليف المعيشة.
وذكرت الدراسة أن المدن المجاورة لتورونتو لا توفر بدائل ميسّرة، إذ يتطلب العيش في أوكفيل دخلاً قدره 42.81 دولاراً في الساعة، وفي ميسيساغا 41.12 دولاراً، وفي سودبوري الكبرى 40.94 دولاراً، وهي أرقام لا تقل كثيراً عن تورونتو.
أما في فانكوفر، التي تُعد من أغلى المدن الكندية، فيتطلب الأمر دخلاً يتراوح بين 48.10 و49.42 دولاراً في الساعة، أي ما يعادل 93,788 إلى 96,375 دولاراً سنوياً، لتغطية نفقات السكن والمعيشة.
وحذرت التحليلات من أن امتلاك منزل بات أكثر صعوبة، إذ يحتاج المواطن إلى دخل سنوي يتجاوز 200 ألف دولار لتغطية القرض العقاري النموذجي، حتى مع تراجع أسعار العقارات في السوق.
كما لفت التقرير إلى أن خفض أسعار السكن ليس حلاً سهلاً، لأن كثيراً من الملاك الصغار يواجهون صعوبات مالية ويكافحون لتغطية تكاليف ممتلكاتهم، محذراً من أن انسحابهم قد يفتح المجال أمام توسع هيمنة الشركات العقارية الكبرى على السوق.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني