هلا كندا – تستعد وكالة الفضاء الكندية لدخول سباق الطاقة القمرية من خلال تمويل مشروع لتطوير مفاعل نووي صغير يعمل باليورانيوم منخفض التخصيب، لتزويد البعثات المستقبلية بالطاقة ضمن برنامج “أرتميس” الذي يهدف إلى إعادة البشر إلى القمر وإقامة وجود دائم عليه.
ويأتي هذا المشروع في وقت تواصل فيه “ناسا” استعداداتها لإطلاق مهمة “أرتميس 2” من كيب كانافيرال في فبراير المقبل، في أول رحلة مأهولة حول القمر منذ أكثر من خمسين عاماً، تمهيداً لهبوط رواد فضاء على سطحه ضمن مهام لاحقة.
وقالت وكالة الفضاء الكندية إنها منحت شركة Canadian Space Mining Corporation (CSMC) مليون دولار لتطوير مفاعل نووي مصغر يمكن تشغيله على القمر، موضحة أن التقنية الجديدة تعتمد على المفاعلات الصغيرة القابلة للنقل، وهي أصغر بكثير من المفاعلات التقليدية.
وأوضح مؤسس الشركة، دانيال ساكس، أن “المجتمع الدولي يعمل على إنشاء وجود دائم على القمر، وكندا تسعى إلى المساهمة بخبرتها في مجالي الفضاء والطاقة النووية”، مضيفاً أن المفاعل القمري سيُبنى على الأرض ثم يُرسل للتشغيل في بيئة القمر القاسية، حيث لا هواء ولا ماء يمكن استخدامهما في التبريد.
وأشار خبراء إلى أن المشروع يواجه تحديات تقنية وتنظيمية كبيرة، تشمل آليات تبريد المفاعل والتعامل مع النفايات النووية وتحديد الجهة التي ستشرف على سلامة التشغيل في الفضاء، مؤكدين أن هذه القضايا تحتاج إلى معالجة دقيقة منذ مرحلة التصميم.
وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي كندا لتعزيز مساهمتها في برامج الاستكشاف الفضائي، بعد إنجازات سابقة مثل تطوير ذراع “كندارم” المستخدمة في محطة الفضاء الدولية، في حين تخطط الشركة لاستخدام التكنولوجيا نفسها لتزويد المجتمعات النائية والسكان الأصليين في كندا بمصادر طاقة نظيفة بديلة عن وقود الديزل.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني