هلا كندا – طالبت مستشفيات أونتاريو بتخصيص مليار دولار إضافي هذا العام لمساعدتها على مواكبة الضغوط المالية الناتجة عن التضخم والنمو السكاني المتسارع، محذّرة من أن العجز الذي تواجهه يفوق بكثير ما سجلته في نهاية العام الماضي، وفق ما أعلنت جمعية مستشفيات أونتاريو.
وأوضحت الجمعية أن العديد من المستشفيات، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، أنهت العام المالي الماضي بعجز بلغ 360 مليون دولار، بعدما كانت التقديرات الأولية تشير إلى عجز أكبر وصل إلى 706 ملايين دولار، تم تقليصه بفضل إيرادات إضافية من التمويل الحكومي في نهاية العام.
لكن الجمعية أشارت إلى أن القطاع الصحي دخل العام المالي الجديد 2025-2026 مثقلًا بهذا العجز السابق، ومع إضافة الضغوط الحالية غير الممولة، تحتاج المستشفيات إلى نحو مليار دولار إضافي، رغم التمويل الحكومي الذي أُعلن عنه في موازنة الربيع والبالغ 1.1 مليار دولار.
وقالت ميليسا بروكوبي، نائبة رئيس الجمعية للسياسات والدعم، إن المستشفيات تواجه “تحديات مالية وتشغيلية معقدة”، موضحة أن “الضغوط تشمل التضخم وارتفاع الطلب على الخدمات الطبية”، رغم أن أونتاريو تُعد “الأكثر كفاءة بين المقاطعات الكندية في إدارة المستشفيات”.
وأضافت أن المستشفيات تواصل البحث عن حلول لتقليل النفقات مثل إدارة القبولات بعناية واستخدام الابتكار لتقليص مدة الإقامة، لكنها شددت على أن هذه الإجراءات “لم تعد كافية لتغطية النفقات المتزايدة”.
ومن المقرر أن تقدّم حكومة المقاطعة قريبًا البيان الاقتصادي الخريفي، وهو بمثابة موازنة مصغّرة قد تتضمن إجراءات مالية جديدة، في وقت لم تؤكد فيه وزارة الصحة ما إذا كانت ستنظر في زيادة التمويل.
وقالت إيما بوبوفيتش، المتحدثة باسم وزيرة الصحة سيلفيا جونز، إن الحكومة “تواصل العمل مع شركائها في المستشفيات لضمان توافر الأدوات اللازمة لتقديم الرعاية الصحية عالية الجودة التي يستحقها المرضى”، مشيرة إلى أن القطاع الصحي حصل هذا العام على زيادة تمويل بنسبة 4%، وهي الثالثة على التوالي.
وأكدت بروكوبي أن المشكلة “ليست آنية”، بل “هيكلية ومتراكمة منذ سنوات”، داعية إلى وضع خطط تمويل متعددة السنوات تضمن استقرار الميزانيات واستدامة الخدمات في ظل شيخوخة السكان وتعقّد احتياجات الرعاية الصحية.
من جانبها، قالت لي فيركلو، الناقدة الليبرالية لشؤون المستشفيات ورئيسة إحدى المستشفيات سابقًا، إن تكاليف العمالة تمثل الجزء الأكبر من ميزانيات المستشفيات، ما يترك لها مجالًا محدودًا للمناورة، متسائلة: “ما الخيارات الأخرى المتاحة؟ هل نستمر في خفض جودة الطعام مثلًا؟”.
وأضافت أن البحث عن مصادر دخل إضافية مثل رفع رسوم مواقف السيارات ليس حلًا مثاليًا لأنه يؤثر مباشرة على المرضى، مشددة على أن “الحكومة يجب أن تتدخل بتمويل إضافي”، مؤكدة أنه “لا يمكن مطالبة المستشفيات بعدم خفض الخدمات وفي الوقت نفسه تغطية جميع النفقات المتزايدة”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني