هلا كندا – اصطف المئات في طوابير طويلة داخل مركز “ماركيفيل مول” في مدينة ماركهام، كتفًا إلى كتف حول ساحة المركز الرئيسية، بانتظار فرصة للحصول على عمل، في مشهد يعكس عمق أزمة البطالة التي تشهدها البلاد.
فعند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر يوم عادي، بدا المشهد وكأنه طابور لاقتناء أحدث أجهزة “آيفون” أو منصة ألعاب جديدة، لكنه في الحقيقة كان طابورًا لمعرض توظيف، يهدف إلى مساعدة الباحثين عن عمل في إيجاد مصدر رزق.
ومع ارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات لم تسجل منذ عقد، فاق عدد المتقدمين على الوظائف الشاغرة المعروضة في هذه المعارض.
وقال شون راج، البالغ من العمر 25 عامًا، والذي لم يتمكن من العثور على وظيفة منذ نحو عام: “قدمت أكثر من 50 طلب توظيف خلال العام الماضي، الأمر صعب جدًا، لكن بالنظر حولي، أرى أنني لست وحدي في هذا الوضع. سوق العمل مجنون حاليًا”.
ويحمل راج شهادة جامعية في علم الجريمة، إلا أن ذلك لم يسعفه في الحصول على وظيفة حتى في القطاعات الدنيا، مضيفًا: “الكثير من المتقدمين يحملون شهادات جامعية، ومن الصعب الحصول حتى على عمل بالحد الأدنى للأجور لأننا نُعتبر مؤهلين أكثر من اللازم”.
ويرى المحلل في شؤون البيع بالتجزئة بروس ويندر أن الشركات “أوقفت عجلة التوظيف بشكل واضح”، موضحًا أن “العديد من العاملين الذين تم توظيفهم في قطاع التكنولوجيا بعد الجائحة تم تسريحهم لاحقًا، ما جعلهم ينافسون على وظائف مخصصة عادة للمبتدئين”.
أما تلهة يوسف، الذي اصطف في مقدمة الطابور، فقال: “لديّ 15 عامًا من الخبرة في الموارد البشرية، وماجستير في إدارة المشاريع، وأنا على وشك إنهاء الدكتوراه في إدارة الأعمال، أشعر بالإحباط لكن ما زلت متفائلًا بالحصول على فرصة”.
وتتكرر المشاهد ذاتها في مختلف المدن الكندية، إذ شهد معرض توظيف في هاميلتون في وقت سابق من العام طوابير امتدت لمسافة كتلة سكنية كاملة، فيما اجتذب معرض التوظيف السنوي في معرض كندا الوطني آلاف الباحثين عن وظائف مؤقتة بدوام جزئي.
وفي ظل إغلاق عدد من الشركات الكبرى مثل “هودسونز باي” و”ستاربكس” و”ديكاثلون” و”فرانك آند أوك”، تزايدت أعداد العاطلين عن العمل، بينما يزيد الغموض المحيط بالرسوم الجمركية والتطور السريع في الذكاء الاصطناعي من التحديات أمام سوق العمل.
وحذر ويندر من أن غياب خطة واضحة قد يؤدي إلى “ارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير، وحدوث اضطرابات اجتماعية، وضعف في الإنفاق الاستهلاكي، وانهيار في سوق العقارات”، مضيفًا أن “على كندا أن تتحرك بسرعة لتفادي بلوغ نقطة الانهيار”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني