هلا كندا – تورنتو
شهدت مدينة تورنتو الكندية فعالية متميزة بعنوان منتدى الشراكة الكندية – العربية (Canada–Arab Partnership Forum)، والتي انعقدت تحت شعار “الذكاء الاصطناعي، التجارة، والثقة: بناء شراكة الابتكار بين كندا والعالم العربي“، بمشاركة نخبة من الدبلوماسيين، الشخصيات الرسمية، والخبراء في مجالات الابتكار والتجارة وريادة الأعمال. وقد نُظم المنتدى بمبادرة من Voila ConnectED بالتعاون مع جمعية الشركات الناشئة الكندية (Canada Startup Association)، في أجواء جمعت بين الحوار البنّاء والرؤية المشتركة لمستقبل التعاون بين كندا ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
استُهلت الفعالية بكلمات ترحيبية أكدت على أهمية بناء جسور التعاون بين كندا ودول المنطقة العربية. وقدم الرئيس التنفيذي لشركة Voilà السيد حُص زاولي (Hoss Zaouali) نبذة عن عمل الشركة، مشيراً إلى أهمية الشراكات بين كندا ودول الشرق الأوسط في مجالات التكنولوجيا، الابتكار، والتعليم، مؤكداً أن التعاون المشترك هو السبيل نحو تطوير منظومة ابتكار متكاملة تخدم الطرفين.
كما ألقى سفير الجمهورية التونسية لدى كندا، سعادة السيد لسعد بوطارا كلمة رحب فيها بالحضور وعرض خلالها رؤيته لتوسيع مجالات التعاون بين القطاعات المختلفة في كندا والدول العربية، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة حقيقية للدول العربية لتسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالتعاون مع الشركاء في كندا الذين يمتلكون خبرة عالمية في هذا المجال.
من جانبها، أكدت سفيرة المملكة الأردنية الهاشمية لدى كندا، سعادة السيدة صباح الرافعي أن الأردن يتمتع بخبرة واسعة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهو من الدول المتقدمة في هذه المجالات، مشيرة إلى أن الأردن تربطه بكندا اتفاقية تجارة حرة تمهد لمزيد من التعاون في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا. وأضافت أن تمكين الشباب العربي والكندي من أدوات الابتكار وريادة الأعمال يشكل طريقاً مشتركاً نحو مستقبل مزدهر للطرفين.
وقد ألقى بوب راي (Bob Rae)، المندوب الدائم لكندا لدى الأمم المتحدة، كلمة عبّر فيها عن عمق العلاقات الكندية – العربية، مؤكداً أن الشراكة بين كندا ودول الشرق الأوسط تقوم على أسس من القيم المشتركة والاحترام المتبادل. وقال إن الروابط بين كندا ودول المنطقة تمتد إلى ما هو أبعد من التجارة، فهي تقوم على قيم الانفتاح والتعاون والسعي نحو مستقبل مستدام للجميع. كما تطرق إلى أبعاد التعاون الكندي – العربي في مجالات الاقتصاد، الابتكار، والحوكمة، مشدداً على أن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز الشراكات التي تقوم على الابتكار والثقة.
شهدت جلسات المنتدى نقاشات غنية تمحورت حول سبل تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال، حيث أكد المتحدثون أهمية تطوير برامج لتبادل الكفاءات الشابة والخبرات التقنية بين كندا ودول الشرق الأوسط، وضرورة إزالة الحواجز البيروقراطية التي تحد من التعاون الأكاديمي والتجاري. كما شددوا على أن الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يُنظر إليه كتهديد، بل كأداة لخلق فرص جديدة للتعاون بين الشركات الناشئة والمواهب العربية والكندية.
وتطرقت النقاشات كذلك إلى التحديات التي تواجه الشركات الناشئة العربية في الوصول إلى الأسواق الكندية، مؤكدين أن الحل يكمن في بناء شبكات دعم متبادلة وتمويل مشاريع ريادة الأعمال المشتركة. كما تم طرح أفكار حول تعزيز برامج التدريب وتبادل الخبرات في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي، بما يمكّن الشباب من قيادة المستقبل الاقتصادي المشترك بثقة وكفاءة.
وكانت شبكة هلا كندا الإعلامية حاضرة في المنتدى بصفتها منصة إعلامية رائدة في خدمة الجالية العربية في كندا، حيث شاركت في تغطية الحدث ودعمه إعلامياً. وقد عبّر مؤسس ورئيس تحرير الشبكة الإعلامي هيثم حمد عن حرص هلا كندا على مدّ جسور التعاون الإعلامي والمعرفي بين كندا والعالم العربي، مؤكداً على الدور الحيوي للإعلام العربي في كندا في نقل قصص النجاح وتشجيع الابتكار وبناء مجتمع متكامل ومتعاون.
وفي ختام المنتدى، أجمع الحاضرون على أن الابتكار والذكاء الاصطناعي يمثلان محور التعاون المستقبلي بين كندا والعالم العربي، وأن بناء الثقة وتبادل المعرفة هما المفتاح الحقيقي لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين الجانبين. وقد مثّل المنتدى خطوة مهمة نحو شراكة قائمة على الإبداع والفهم المتبادل، تسعى إلى بناء مستقبل مشترك أكثر تقدماً وتعاوناً.
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.