هلا كندا – أكد رئيس الوزراء مارك كارني أن تعزيز قوة كندا وقدرتها على الدفاع عن سيادتها يتطلب الانتقال من الشعارات إلى التنفيذ العملي، مشدداً على أن القيادة الكندية ستُقاس ليس فقط بقوة قيمها، بل بقيمة قوتها.
وفي خطاب ألقاه في كلية مونك بجامعة تورنتو، دعا كارني إلى نهج أكثر جدية في التعامل مع الأمن والدفاع، معلناً عن إطلاق وكالة الاستثمار الدفاعي (DIA)، التي تهدف إلى تسريع وتحديث منظومة المشتريات العسكرية للقوات المسلحة الكندية.
وقال كارني إن النظام الحالي للمشتريات الدفاعية «تَعرَّض لسنوات من التأخير والتكلفة الزائدة والبيروقراطية»، ما أضعف القدرات التشغيلية وأضر بمصداقية كندا أمام حلفائها. وأكد أن الوقت لم يعد يسمح بالإصلاحات الجزئية، داعياً إلى «إصلاحات جذرية» عبر الوكالة الجديدة.
وأوضح أن مهمة وكالة الاستثمار الدفاعي تقوم على ثلاث ركائز رئيسية:
تسريع وتبسيط المشتريات من خلال سلطة مركزية وعمليات موحدة وجدول زمني شفاف يتماشى مع متطلبات العمليات العسكرية.
تعزيز الشراكة مع الصناعة الكندية عبر استراتيجية صناعية دفاعية تربط المشتريات بسلاسل الإمداد المحلية والابتكار وتوفير الوظائف.
توسيع التعاون الدفاعي مع الحلفاء، خصوصاً في أوروبا، للاستفادة من خبراتهم في مجالات التصنيع والتوريد.
وأشار إلى أن الوكالة لن تكون مجرد هيئة إدارية بل محركاً للاقتصاد الوطني، إذ ستُنشط قطاعات حيوية مثل بناء السفن والطيران والمعادن والتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ما يخلق فرص عمل ذات مهارات عالية.
وعيّنت الحكومة دوغ غوزمان، نائب رئيس بنك «رويال بنك أوف كندا» السابق، كأول رئيس تنفيذي للوكالة، في خطوة تعكس — بحسب كارني — التزام الحكومة بـ«الانضباط المؤسسي والتنفيذ الفعّال».
وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء أن كندا ستواصل تعزيز شراكاتها التجارية والدفاعية المتنوعة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تبقى «الحليف الذي لا يُستبدل»، لكنها ليست الشريك الوحيد، إذ تسعى أوتاوا إلى تعميق تعاونها مع أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ من خلال اتفاقيات مثل CETA وCPTPP.
وأضاف أن الشراكة الأمنية والدفاعية الجديدة مع الاتحاد الأوروبي ستدعم أهداف وكالة الاستثمار الدفاعي، بفضل خبرات أوروبا في مجالي الطيران وبناء السفن، ما يسهم في جعل الصناعة الدفاعية الكندية أكثر تنافسية وابتكاراً.
وختم كارني بالقول إن «الوقت حان للتحرك»، مضيفاً:
«قوة كندا لن تُقاس بعدد كلماتنا، بل بقدرتنا على حماية قيمنا. وكالة الاستثمار الدفاعي هي أداتنا لبناء تلك القوة».
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني