هلا كندا – مع انطلاق العام الدراسي الجديد في كندا، يتجدد الجدل حول حدود دور المعلمين في التدخل بمحتوى وجبات الطلاب، بين حرص بعض التربويين على تعزيز العادات الصحية، وتمسك كثير من الأسر باعتبار الغذاء شأناً عائلياً يتأثر بالظروف الصحية والمالية والثقافية.
وتروي إيرين، وهي أم عزباء من شيروود بارك تخضع لعلاج سرطان الثدي، أن إعداد وجبات ابنها البالغ عشر سنوات بات تحدياً يومياً في ظل محدودية مواردها المالية ونقص طاقتها بعد العلاج.
وتقول: “لا أحد يضع غداء طفله بنية سيئة، الهدف فقط أن يأكل. الأهم أن يكون مشبعاً بغض النظر عن مكوناته.”
قصة إيرين تسلط الضوء على معاناة أسر عديدة، خصوصاً تلك التي لديها أطفال يعانون التوحد أو اضطرابات فرط الحركة أو صعوبات غذائية خاصة، حيث يؤكد أولياء الأمور أن ما يصفه بعض المعلمين بـ”الأطعمة غير الصحية” قد يكون المصدر الوحيد للسعرات الضرورية لنمو أطفالهم.
وتحذر خبيرة علم النفس أنجيلا غريس من خطورة ما يُعرف بـ”وصم الطعام”، مؤكدة أن تعليق المعلمين على محتوى وجبات الطلاب يضعف ثقة الأطفال بذويهم وبإشارات الجوع لديهم، وقد يقود إلى اضطرابات غذائية. وتدعو إلى نهج محايد يعتبر أن “لكل طعام مكانه” ويعزز التنوع الثقافي دون إصدار أحكام.
من جهتها، تشير اختصاصية التغذية للأطفال بريان أوزيموك إلى أن التحدي لا يتعلق فقط بالتوازن الغذائي، بل أيضاً بظروف الأسر، من تكلفة الطعام إلى ضيق الوقت وتفضيلات الأطفال، مؤكدة أن الأولوية هي أن يتناول الطفل طعامه، سواء كان وجبة منزلية أو وجبة جاهزة.
في المقابل، يرى بعض التربويين أن السكريات والمشروبات الغازية تُربك الصفوف الدراسية وتؤثر على التركيز، فيما يفضل آخرون عدم التدخل مطلقاً احتراماً لظروف الأسر المختلفة.
ويزيد التضخم وارتفاع أسعار الغذاء الضغط على العائلات، حيث تؤكد بيانات هيئة الإحصاء الكندية أن أسعار الغذاء ارتفعت بنسبة 3.4% في أغسطس، متجاوزة معدل التضخم العام.
وفي ظل اعتماد متزايد على بنوك الطعام، يؤكد أولياء الأمور أن الاختيارات الغذائية باتت محدودة، وأن “الغذاء المتاح أفضل من غياب الغذاء”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني