هلا كندا – حذّر د. إسحاق بوجوش، خبير الأمراض المعدية في كندا، من تفشي كائنات مقاومة للمضادات الحيوية، مؤكداً إن هذه السلالات باتت موجودة بالفعل داخل البلاد.
وجاءت تصريحاته تعليقاً على تقرير جديد لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، حذّر من انتشار ما يُعرف بـ«البكتيريا الكابوسية» أو «الجراثيم الخارقة»، وهي طفرات من بكتيريا أو فيروسات أو فطريات تطوّر مقاومة للأدوية، ما يجعل مكافحتها أكثر صعوبة.
وقال بوجوش إن المضادات الحيوية «أنقذت أرواحاً لا تُحصى»، لكنه شدد على خطورة الإفراط في استخدامها أو إساءة استعمالها يومياً، موضحاً أن ما يقارب 70% من المضادات يُستهلك في القطاع الزراعي لتسمين الحيوانات، وهو ما يؤدي إلى تسريع مقاومة الميكروبات وانتقالها من الحيوانات إلى البشر.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة تدخل في إطار مفهوم «الصحة الواحدة»، الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، مؤكداً أن الإفراط في استخدام المضادات في الثروة الحيوانية يفتح الباب لانتقال الكائنات المقاومة للأدوية إلى البشر.
كما لفت إلى خطورة أمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والسلّ، التي يمكن أن تطوّر مقاومة قوية للأدوية.
وذكر أن السلّ يودي بحياة أكثر من مليون شخص سنوياً، في حين سجّلت منظمة الصحة العالمية نحو 1.25 مليون وفاة وقرابة 11 مليون إصابة في عام 2023 وحده، ما يجعله السبب الأول للوفيات بين الأمراض المعدية المقاومة للعلاج.
وأعلنت كندا تسجيل 2,217 إصابة بالسل العام الماضي، بينها أكثر من 10% مقاومة للأدوية.
وحذّر بوجوش من سلالات السلّ المتعددة المقاومة (MDR) والأوسع مقاومة (XDR)، التي تجعل العلاج أكثر صعوبة، خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل حيث تعاني أنظمة الصحة من محدودية في التشخيص والعلاج.
وتبقى مكافحة السلّ وإنهاء وبائه بحلول عام 2030 أحد أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، فيما تؤكد وكالة الصحة العامة في كندا أنها تواصل العمل مع شركاء محليين واتحاديين لإنهاء المرض.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني