هلا كندا – أصدر رئيس وزراء كندا، مارك كارني بيانا رسميا حول اعتراف كندا بدولة فلسطين، جاء فيه:
منذ عام 1947، تبنّت كل الحكومات الكندية سياسة تقوم على دعم حل الدولتين كسبيل لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط. وقد تصوّر هذا الحل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، ديمقراطية وقابلة للحياة، تبني مستقبلها في سلام وأمن إلى جانب دولة إسرائيل.
وعلى مدى عقود طويلة، ارتكز التزام كندا بهذا الهدف على أمل أن يتحقق هذا الحل من خلال تسوية تفاوضية، غير أن هذا الاحتمال تآكل بشكل خطير ومتواصل، نتيجة عوامل أبرزها:
التهديد المستمر لإرهاب حركة حماس ضد إسرائيل وشعبها، والذي بلغ ذروته في الهجوم الإرهابي البشع في 7 أكتوبر 2023، ورفض الحركة العنيف والمستمر لحق إسرائيل في الوجود وحل الدولتين.
تسارع وتيرة بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بالتزامن مع تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.
خطوات مثل خطة مستوطنة E1 وتصويت الكنيست هذا العام لصالح ضم الضفة الغربية.
إسهام الحكومة الإسرائيلية في تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، بما في ذلك عرقلة وصول الغذاء والإمدادات الإنسانية الأساسية.
لقد أرعبت حماس الشعب الإسرائيلي، كما قمعت سكان غزة وتسببت في معاناة إنسانية مروعة.
ومن الضروري أن تُفرج عن جميع الرهائن، وأن تنزع سلاحها بالكامل، وألا يكون لها أي دور في مستقبل الحكم الفلسطيني. لقد سرقت حماس من الشعب الفلسطيني وحرمته من حقه في الحياة والحرية، ولا يمكنها بأي حال أن تحدد مستقبله.
أما الحكومة الإسرائيلية الحالية فهي تعمل بشكل منهجي على منع قيام دولة فلسطينية، فقد واصلت سياسة توسع استيطاني غير شرعي بموجب القانون الدولي في الضفة الغربية، كما أن هجومها المتواصل على غزة أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، وشرّد أكثر من مليون شخص، وتسبب في مجاعة مدمرة كان بالإمكان تجنبها، في انتهاك واضح للقانون الدولي.
واليوم، أصبح الموقف المعلن للحكومة الإسرائيلية هو أن “لن تكون هناك دولة فلسطينية”.
وفي هذا السياق، تعلن كندا اعترافها بدولة فلسطين، وتعرض شراكتها في بناء مستقبل سلمي لكل من الدولة الفلسطينية والدولة الإسرائيلية.
ويأتي هذا الاعتراف ضمن جهد دولي منسق للحفاظ على إمكانية حل الدولتين، ورغم أن كندا لا تتوهم أن الاعتراف بحد ذاته يشكل حلاً سحريًا، إلا أنه يتماشى مع مبادئ تقرير المصير وحقوق الإنسان الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، ومع السياسة الكندية الثابتة عبر الأجيال.
إن الاعتراف بدولة فلسطين، بقيادة السلطة الفلسطينية، يمكّن أولئك الساعين للتعايش السلمي ونهاية دور حماس.
وهذا الاعتراف لا يمنح الشرعية للإرهاب بأي شكل، ولا يمثل مكافأة عليه. كما أنه لا ينتقص مطلقًا من دعم كندا الثابت لدولة إسرائيل وشعبها وأمنها، ذلك الأمن الذي لا يمكن ضمانه في نهاية المطاف إلا عبر تحقيق حل الدولتين الشامل.
وقد قدمت السلطة الفلسطينية التزامات مباشرة لكندا وللمجتمع الدولي بشأن إصلاحات ضرورية، من بينها إصلاح هيكلي للحكم، وإجراء انتخابات عامة في عام 2026 لا يكون لحماس أي دور فيها، ونزع سلاح الدولة الفلسطينية.
وستكثّف كندا جهودها لدعم السلطة الفلسطينية في تنفيذ أجندة الإصلاح هذه، والتي بدأت بالفعل بعض خطواتها. ومع شركائنا الدوليين، تدعم كندا وضع خطة سلام ذات مصداقية، وحوكمة ديمقراطية، وترتيبات أمنية واضحة لفلسطين، إضافة إلى ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى غزة وفي جميع أنحاءها.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني