هلا كندا — عندما فتحت محامية الهجرة هانا ماركو بريدها الإلكتروني قبل أسابيع لتجد صورة لطفلة هزيلة في قطاع غزة، قالت إنها شعرت بالعجز.
الطفلة هي واحدة من حوالي 50 فلسطينياً تمثلهم المحامية المقيمة في تورونتو، وقالت إن كل واحد منهم تم حظر تقديم طلباتهم بدون توضيح من قبل الحكومة الكندية في إطار برنامج التأشيرات المؤقتة الذي أطلقته لمساعدتهم على الفرار من الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأضافت ماركو: “هي طفلة ولدت العام الماضي، وولدت في هذا الصراع”. وتابعت: “طفلة عظامها يمكنني عدها بمجرد النظر إلى صورتها”.
وأوضحت ماركو أن عملاءها في قطاع غزة يواجهون الموت يومياً. وقالت إن أحدهم نجا من القتل بعدما كان يحمل الطحين إلى منزله إثر سقوط قنبلة قريبة منه. كما شهد البعض منهم مقتل أحبائهم تحت الأنقاض.
وقد دفعها الوضع إلى طلب حكم من المحكمة الفيدرالية يقضي بأن وزارة الهجرة قد تأخرت بشكل غير مبرر في معالجة طلبات عملائها، وأنها تصرفت بشكل غير عادل من خلال فشلها في توضيح سبب التأخيرات. كما طلبت أن تأمر المحكمة الفيدرالية الوزارة بإعادة فتح طلبات عملائها والنظر فيها مجدداً.
وكانت الحكومة الكندية قد أطلقت برنامج التأشيرات المؤقتة في يناير 2024. كجزء من الإجراءات، طُلب من الأقارب المقيمين في كندا تقديم مستندات، ثم الانتظار للحصول على رمز مرجعي يسمح لهم بإتمام طلباتهم.
وقالت ماركو إنه على الرغم من تقديم جميع عملائها طلباتهم خلال شهر من افتتاح البرنامج، إلا أن أي منهم لم يُمنح الفرصة لإتمام طلباته، لأن الرموز المرجعية لم تصل إليهم. وأضافت أن وزارة الهجرة لم تتواصل مع عملائها لشرح سبب عدم تلقيهم الرموز أو توضيح حالة طلباتهم.
ثم في مارس الماضي، وبعد أكثر من عام من افتتاح البرنامج، تلقى كل من عملاء ماركو رسالة عبر البريد الإلكتروني من الحكومة الكندية تخبرهم أن البرنامج قد وصل إلى الحد الأقصى وأغلق — وأن أي منهم لن يتمكن من إتمام طلباتهم.
وقالت ماركو إن الحكومة لم تتبع الإجراءات التي وضعتها لبرنامج التأشيرات.
وأضافت: “التعليمات التي اعتمد عليها المتقدمون كانت تنص على أنه طالما كانت طلبات الويب مكتملة، فإنهم سيتلقون إما الرموز المرجعية أو تفسيراً عن سبب عدم أهليتهم”.
وفي حديث لصحيفة “ذا كندا برس”، تحدث أحد أفراد عائلة العديد من عملاء ماركو، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب مخاوفه من أن كشف هويته قد يعرض عائلته في قطاع غزة للخطر.
وقال إنه قدم طلبات لستة من أفراد عائلته في 9 يناير 2024، لكن لم يتم قبول أي منهم ضمن البرنامج.
وقال: “لقد اتبعنا الإجراءات”.
وأضاف أن شقيقته ووالدته تمكنا لاحقاً من دخول كندا عبر برنامج تأشيرات آخر، وقدما منذ ذلك الحين طلباً للحصول على وضع اللاجئ.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني