هلا كندا – يعيش الرياضي و عدّاء الحواجز الكندي الطموح تاماري ليندو (21 عاماً) حالة من الرعب والقلق بعدما تلقّت عائلته إشعاراً ببدء إجراءات الترحيل، ويقول إن عودتهم المرتقبة إلى جامايكا قد تكلّفهم حياتهم.
وقال تاماري في مقابلة مع قناة CTV من شقة العائلة في أوكفيل: «بصراحة، أعتقد أن عودتهم ستكون موتاً»، مضيفاً: «يؤلمني أن أصل إلى هذا الحد، لكني أعتقد فعلاً أن موتنا محتمل إذا اكتشفوا وجودنا هناك، فالعواقب ستكون وخيمة».
وصلت عائلة ليندو إلى كندا عام 2019 بعدما قدم والده جورج طلب لجوء سياسي، مؤكداً أنه تعرّض لسلسلة هجمات وتهديدات عنيفة بسبب نشاطه مع حزب المعارضة في جامايكا، بما في ذلك ثلاث محاولات اغتيال، وذكر تاماري أن التهديدات شملت عائلته حين كان مراهقاً.
روى تاماري حادثة قال إنها كانت أكثرها رعباً: «كنا في السيارة ذاهبين إلى المدرسة مع إخوتي الصغار، وهددونا بأن نبقى في المنزل وإلا سنطلق النار على السيارة ومعنا فيها أطفالنا».
ومنذ قدومه إلى كندا، امتلك الشاب سجلاً رياضياً واعداً، إذ أصبح من أبرز عدّائي الحواجز على مستوى الجامعات، ويمثل جامعة يورك، كما تصدّر تصنيف الكنديّين تحت 23 عاماً على مسافة المشي الداخلي للحواجز، ما جعل أحلامه بالمشاركة الأولمبية في متناول اليد.
غير أن هذه الإنجازات والآمال تتعرّض الآن للخطر، بعد أن أخبر محامي العائلة أنّ وكالة خدمات الحدود الكندية (CBSA) بدأت استدعاءهم للمقابلات في إطار إجراءات الترحيل، وأن المقابلة الأولى مقررة في 22 سبتمبر، وقد تليها إجراءات ترحيل سريعة ربما خلال أيام.
وقال محامي العائلة إيدان سيماردون: «الوضع مخيف جداً الآن. ما يحدث سيستلزم تضافر جهود الجمهور حتى لا يمضي هذا الأمر قُدماً».
وأضاف: «لقد بذلت كل ما بوسعي قانونياً حتى الآن، والآن أحتاج إلى دعم الناس».
العائلة واجهت سابقاً إجراءات ترحيلٍ وحصلت على تمديد للسنة الماضية بعد ضغوط عامة، وبحسب سيماردون فقد كانت آمالهم أن تؤدي تلك الفترة إلى حل دائم أو على الأقل إلى معالجة طلبات الهجرة المعلقة، ومنها طلب استثنائي على أساس الإنسانية والظروف القاسية الذي لا يزال قيد المعالجة منذ أكثر من عامين.
من جهتها، قالت دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية إنها «لا تستطيع التعليق على حالات فردية لأسباب تتعلق بالخصوصية». وأضافت أن تقريراً صدر العام الماضي أفاد بأن السلطات رفضت طلب العائلة لعدم كفاية الأدلة على تعرّضهم لمخاطر مخصصة أو اضطهاد نتيجة الأنشطة السياسية، وأن العنف في جامايكا «عام ولا يميّز» بحسب تقييمها.
واعتبر سيماردون هذا التبرير «هراء تاماً»، مؤكداً أن قضية جورج ليست عنفاً عاماً بل استهدافاً محدداً بسبب نشاطه مع حزب المعارضة، وأن هناك دلائل قوية تثبت ذلك.
ويشير سيماردون إلى أن طلبات الاستثناء الإنساني لا تمنع دوماً عمليات الترحيل، وأن انتهاء وضعهم القانوني أعاد القضية للتحرك نحو إجراءات أسرع.
وأخشى تاماري على مستقبله الرياضي وأن يكون كل ما بنى عليه ضائعاً، وقال: «عندما قدمنا إلى هنا شعرت بالأمان للمرة الأولى منذ زمن طويل. لا أدري ماذا سأفعل لو اضطررت للعودة؛ سأكون محطمًا تماماً».
وتواجه العائلة موعد مقابلة مع وكالة الحدود في 22 سبتمبر، وتدعو الآن إلى تدخّل العامّة ووسائل الإعلام والمحامين لمساندتهم لمنع ترحيلهم إلى بيئة يصفونها بأنها قد تُعرّضهم للخطر.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني